عملية “الويمبي”.. 41 عاماً من “حساب الشباب علينا”
روى عامل مقهى “الويمبي” في بيروت عباس قنبر لوسائل إعلامية تفاصيل العملية “، حضرت سيارة عسكرية للعدو وترجل منها ضابطان وجندي وجلسوا خارجاً وطلبوا همبرغر وبيرة، وفي حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر طلبوا الحساب”.
وتابع “أحضرته لهم وحاولوا دفع نصف قيمته فرفضت، ثم قرروا الدفع بـ “الشيكل”، لكني قلت لهم إما لبناني أو دولار، هنا وخلال النقاش تقدم من خلفي شاب ذو بنية رياضية وقال (ولو حساب الشباب علينا) وأطلق النار”.
وقعت عملية “الويمبي” في 24 أيلول 1982 بعد 80 يوماً من حصار بيروت وإخراج الفلسطينيين منها، وبعد 34 يوماً من احتلال ثاني عاصمة عربية.
ونفذ العملية القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي البطل الشهيد خالد علوان واثنين من رفاقه، حيث كانوا يتمشون في شوارع بيروت وتفاجئوا بوجود 3 جنود صهاينة يحتسون القهوة في مقهى “الويمبي”.
وقرر الرفاق الثلاثة أن مشهد الجنود الصهاينة على أرصفة شارع الحمرا البيروتي لن يمر مرور الكرام، لكن في تلك اللحظة لم يملكو سوى مسدساً واحداً فاستطاعوا تدبير اثنين آخرين وعادوا للمقهى.
دخل “علوان” ورفاقه إلى المقهى متجهين نحو طاولة الجنود مباشرةً ونفذوا عمليتهم التي أسفرت عن مقتل أحد الجنود برتبة نقيب وجرح اثنين آخرين لينسحبوا بعدها مُسرعين بين زحام المارة نحو سينما البيكاديلي ويختفون جميعاً.
كانت عملية مقهى “الويمبي” من أوائل عمليات المقاومة اللبنانية بعد احتلال بيروت، كما كانت باكورة اعمال “جمول” الذي يضم عدة أحزاب وتنظيمات تبنت مقاومة الاحتلال.
وقال البطل خالد علوان في مذكراته بحسب صحيفة “البناء” اللبنانية “، “بعد يومين من دخول قوات العدو إلى بيروت.. وأثناء مروري بشارع الحمراء قرب مقهى الويمبي شاهدت ثلاثة جنود “إسرائيليين” يشربون القهوة على رصيف المقهى..”.
وتابع: “نفذنا العملية ضدهم.. وكما ذكرت كانوا ثلاثة ولم أعرف من أين أتى الرابع ربما من حمام المقهى أو ماراً فأطلقت النار عليه وانطلقت في اتجاه البيكاديلي”.
يذكر أن البطل “علوان” تمت ملاحقته من جنود الاحتلال ومليشيا “الكتائب اللبنانية” التي استطاعت إلقاء القبض عليه وسجنه، ليتم تهريبه لاحقاً حتى وقوعه في كمين لعملاء الاحتلال في 15 أيلول 1984 واستشهاده.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر