تجار الحطب يتفوقون على زوجة “أبو لهب” بالجشع ..سعر الطن يتجاوز المليونين ونصف المليون
“حتى مرتو لأبو لهب استحت تبيع بهالسعر”، لا تمثل هذه العبارة مجرد تشبيه ومنشور “فيسبوكي” تداوله السوريون بكثافة خلال الفترة الماضية، بل يكرس واقع حالٍ معاش في البلاد مع قرب حلول فصل الشتاء.
أرقام فلكية وصلها سعر الحطب، جملة ومفرق، بالكيلو والطن، حتى وصل الأمر إلى تشبيه هذا الغلاء وجشع التجار بمعاملة زوجة أبي لهب للنبي محمد (ص).
“ولسا الشتوية ما بلشت”، يقول أحد سكان حي الزهراء بمدينة حمص لتلفزيون الخبر، فوصل سعر كيلو الحطب إلى 2500000 ليرة من أرضه، ويزيد عن ذلك للكميات المقطعة الجاهزة للاستعمال.
ويضيف الرجل الموظف: “لا أعرف الطريقة الأفضل لتأمين الدفء لعائلتي خلال فصل الشتاء، فلا 50 لتر مازوت كاف، ولا قدرة لي على شراء الحطب بهذه الأسعار، فهل يعقل أن يصل سعر الطن إلى مليونين ونصف ليرة”.
“النايلون مليان”، يكمل أبو مصطفى، من سكان حي العباسية، قائلاً: “لم يبق أمامنا سوى جمع النايلون والكرتون وبقايا الأخشاب في الطرقات، فهذه هي الوسيلة الوحيدة المتبقية بالمجان في ظل هذا الواقع المزري”.
بدوره، أشار أحد أصحاب المحال المخصصة لبيع الحطب في حي ضاحية الباسل في حديثه لتلفزيون الخبر إلى الأسباب التي أدت لارتفاع سعر الحطب حتى هذا الحد، مع توقعات بارتفاع إضافي خلال أشهر البرد، حسب تقديراته.
“أولها البنزين والمازوت”، قال محمد، مضيفاً: “سعر لتر البنزين الحر في السوق السوداء يتجاوز 20 ألف ليرة، ويستهلك منشار الحطب وسطياً “بيدون” بسعة 20 لتر لتقطيع طن واحد، أي ما يعادل400 ألف ليرة”.
وتابع محمد لتلفزيون الخبر: “ناهيك عن أعطال المنشار لاسيما “الكف” أو الدارة الكهربائية وقطع الجنزير خلال العمل، بالإضافة لارتفاع اجرة اليد العاملة والنقل من الأرياف إلى المدينة، فهذه جميعها عوامل مؤثرة بشكل كبير”.
ولوحظ خلال الأسبوع الفائت عودة المحال والمستودعات المخصصة لبيع الحطب أمام المواطنين بعد إغلاقها بداية شهر أيار، حيث اتجه أصحابها لجمع الحطب الاخضر وتكديسه فيها كي ينشف ويتم تقطيعه وبيعه شتاء، بحسب محمد أيضا ً.
يذكر أن تشبيه المواطنين لبعض التجار والمسؤولين بشخصيات تاريخية وإسقاط أقوالهم على الأمثال الشعبية انتشر بشكل كبير خلال سنوات الأزمة، بالإضافة إلى استخدام اقتباسات شهيرة لمسؤولين منهم من غادر ومنهم من بقي.
عمار ابراهيم_تلفزيون الخبر