العناوين الرئيسيةمحليات

“بالأطنان”.. أهالٍ في ريف جبلة يشتكون انتشار التحطيب الجائر بحق الغطاء النباتي

اشتكى عدد من أهالي ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، عبر تلفزيون الخبر، من انتشار ظاهرة التحطيب الجائر بحق المناطق الخضراء والغابات بلا حسيب أو رقيب.

وقال أحد المشتكين لتلفزيون الخبر: “تتم حلاقة جبالنا عالصفر تحت مرأى الجميع، وأصبحت الحراج عارية، حيث تقوم آليات وسيارات بيك أب ودراجات نارية بنقل الحطب المقطوع يومياً وبالأطنان”.

وبحسب المشتكي، يتم هذا العمل “على عينك يا تاجر” وبمعرفة الجهات المحلية من عناصر الحراج والمخاتير ومجالس البلدية في القرى التابعة لنواحي بيت ياشوط وعين الشرقية وحبة عاة وحلبكو ومتور”.

بدوره، أضاف أحد سكان المنطقة لتلفزيون الخبر: “إضافة إلى ذلك انتشرت ظاهرة أخرى مشابهة وهي قطع أشجار الغار بعد جمع أوراقه المرخص أصولاً، ما أثر على الغطاء النباتي الموجود في المنطقة”.

 

وأشار المشتكي إلى أن: “التعدي على الأشجار وصل إلى الممتلكات الخاصة، حيث يؤدي قطع الأشجار بشكل جائر إلى تعرض منازلنا للرياح الشرقية المعروفة بقوتها وبرودتها خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى تسببها بانجراف التربة”.

 

وتابع المشتكي لتلفزيون الخبر: “المستغرب أيضاً أنه بعد الحرائق التي أتت على الأراضي الزراعية خلال فصل الصيف، وصل عدد كبير من الأشجار لزراعتها في المناطق المتضررة مع تعليمات واضحة بذلك لكن ذلك لم يحصل أبدا ً”.

 

من جهته، قال مدير زراعة اللاذقية، المهندس باسم دوبا، لتلفزيون الخبر إن: “التعدي على الأشجار وقطعها يعد تصرفاً مخالفاً وممنوع قانونياً، ونحن من جهتنا نتخذ إجراءاتنا ونكثف دورياتنا في المناطق المذكورة”.

 

وأضاف “دوبا”: “يأتي معظم المخالفين من مناطق الغاب رغم وجود مخالفين من منطقة جبلة أيضاً، ونبدأ بمكافحة الظاهرة بشكل تسلسلي، بمعنى أننا نبدأ بالتوعية وإلاقناع لعدم قطع الأشجار ورفض كل التبريرات حول أن ذلك يأتي لكسب العيش”.

 

وتابع “دوبا” لتلفزيون الخبر: “ثم اتجهنا للمصادرة وتنظيم الضبوط وملاحقة المخالفين، وحقيقة الأمر أن بعضهم يأتي مع سلاحه وبعضهم الآخر مطلوب للجهات الأمنية، وكنا وافينا محافظ اللاذقية الذي أحال القضية إلى اللجنة الأمنية والعسكرية لمواجهة المخالفين كون طاقاتنا وقدراتنا لا تتناسب مع حجم التعدي”.

 

وأردف مدير زراعة اللاذقية: “بالتوازي مع ذلك قمنا بإغلاق بعض الطرق التي يسلكها المخالفون وجاءت بنتائج ايجابية كما قمنا بتكثيف الدوريات للحد من الظاهرة، وهناك تحسن كبير في الفترة الأخيرة وبشكل واضح بمكافحة الظاهرة”.

 

وحول قطاف الغار، بين “دوبا” أن: “ذلك مسموح بقرار حكومي حيث تم فتح باب التصدير بشرط أن يتعهد كل شخص يقوم بذلك بزراعة عدد من الأشجار بما يتناسب مع الكميات المصدرة وهذا ما ينعكس ايجاباً على زراعة هذه الشجرة في المستقبل، لكن قطعها أمر مخالف بكل تأكيد”.

 

وتابع “دوبا” لتلفزيون الخبر: “أما فيما يتعلق بزراعة الغراس عوض تلك المحترقة، فإن ذلك غير وارد حالياً، فالموسم الزراعي لا يبدأ قبل 1/11/2023 وأي زراعة في الوقت الحالي سيكون مصيرها الفشل بكل تأكيد”.

 

وكانت حرائق كبيرة اندلعت خلال الصيف الفائت والتهمت مساحات واسعة من أرياف محافظات اللاذقية وحماه وحمص وطرطوس في مشهد يتكرر كل عام.

 

ويرى متابعون أن اندلاع بعض الحرائق يأتي عن غير قصد، عند قيام الفلاحين بحرق الأعشاب اليابسة في الحقول، وعدم انتباههم لتطاير الشرار وخروج الحريق عن السيطرة مع وجود الرياح، ورمي أعقاب السجائر في الحقول أو وجود اجسام بلورية تسبب باندلاع الحرائق.

 

في حين يشير البعض إلى وجود أيادٍ خفية لها مصلحة بتضرر الأشجار الحراجية على وجه الخصوص، واستغلال ذلك بقطعها وتفحيمها وبيعها لاحقاً.

 

يشار إلى أن ظاهرة التحطيب الجائر تنتشر بشكل واسع في أرياف المحافظات السورية ولا تقتصر على المناطق الحراجية بكل ما تحتويه من أشجار السنديان والبلوط، بل تصل الممتلكات الخاصة من أشجار الزيتون والليمون.

 

وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت نهاية العام الماضي القبض على 39 شخصاً قالت إنهم نفذوا الحرائق التي شهدتها 3 محافظات سورية وأنهم كانوا يتلقون أموالا من جهات خارجية، حيث التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية، ونجم عنها احتراق نحو مليوني شجرة.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى