العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

“مدينة صناعة المستقبل”.. مشروع تخرج لطلاب هندسة معمارية يدخلون من خلاله العالم الافتراضي (VR)

استطاع طلاب من كلية الهندسة المعمارية في جامعة حماة الدخول إلى العالم الافتراضي (Virtual Reality)، بعد استخدامهم هذه التقنية المعزّزة في مشروع التخرج الخاص بهم في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في سوريا.

وصمّم الطلاب في مشروع تخرجهم الذي يحمل عنوان مدينة صناعة المستقبل، مدينة تعليمية تخصصية تتبع نظام تعليم عالمي يدعى STEM (اختصار لأهم الاختصاصات التقنية المستقبلية)،وذلك عبر تقنيات عرض مستقبلية وعدّة تفصيلات تكنولوجية.

وفي التفاصيل، وضع الطلاب نصب عام باستخدام تقنية “الهولوغرام”، مع تأمين التنقل بمركبات كهربائية بحد سرعة أقصاها 20km في الساعة، إضافة إلى استخدام الطاقات البديلة كالعنفات الهوائية.

سبب اختيار مدينة صناعة المستقبل

تحدثت الطالبة ميرا الشعراني وهي الطالبة الأولى في المشروع لتلفزيون الخبر أن “السبب الأول وراء اختيار مدينة صناعة المستقبل (المدينة التعليمية التخصصية) كمشروع تخرج هو طرح أفكار إبداعية جديدة غير مطروقة بكليات العمارة في سوريا”.

وأضافت “الشعراني”: “ليكون المشروع ذو فائدة وقيمة، ويفتح الآفاق والمساحة أمام طلاب العمارة، ويشجّعهم على طرح أفكارهم دون تردّد أو خوف”.

“وكان الهدف من المشروع هو سد الفجوة بين الاستثمار والقطاع التكنولوجي ودمجه بالتعليم، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى مثل اليابان وإندونيسيا التي اعتمدت على التعليم في إنعاش اقتصادها، وصولاً إلى بناء بلادنا بقوة من جديد”، بحسب “الشعراني”.

توظيف “الهولوغرام” واستخدام النظارات

بدوره، قال الطالب محمد نور الأحدب وهو الثاني في تصميم المشروع لتلفزيون الخبر: “وظفنا التقنيات الحديثة متل الهولوغرام والعنفات الريحية لتوليد الكهرباء، واخترنا تقنية (VR) بالمناقشة لتدعيم الفكرة وسهولة إيصالها، عبر استخدام النظارات التي أخذت بيدهم إلى داخل المدينة التعليمية”.

ووصف “الأحدب” المشروع “بالمتكامل، من الناحية الوظيفية والجمالية والتقنية، والتقديم المبتكر، ورغم حصولهم على علامة امتياز قدرها 92 من 100، إلا أنهم استطاعوا العمل على إنجاز مهم من وجهة نظرهم ونظر من حولهم”.

“وكانت ردود فعل أساتذة الجامعة إيجابية غالباً، وداعمة ومشجّعة لهذا الفكر الجديد الخارج عن الصندوق، مع توجيه بعض الملاحظات البسيطة”، بحسب “الأحدب”.

الصعوبات والتحديات

من جهتها، روت الطالبة هبة النجار وهي الطالبة الثالثة والأخيرة المشاركة في المشروع لتلفزيون الخبر عن “التكاليف خلال خمسة أشهر، من طباعة وورق زبدة بجودتها المتوسطة والأقل تكلفة من الكرتون، في تعاون وتقدير الجامعة بصعوبة الوضع الحالي”.

وأضافت “النجار”: “واجهنا صعوبات بسبب شح الكهرباء، وبتنا نبحث عن البدائل، ونلجأ إلى المقاهي وقاعات الدراسة التي حمّلتنا عبئاً مادياً إضافياً”.

“وواجهنا صعوبة في الحصول على أعداد واحصائيات ونسب الطلاب المستفيدين لأن فكرة المشروع جديدة، إضافة إلى صعوبة الحصول على مخططات عقارية وتنظيمية لأرض المشروع لأنها تقع خارج التنظيم”، بحسب “النجار”.

المشروع يظهر الإبداع لدى المجتمع

وأكد الدكتور برّاق نجيب غربي في كلية الهندسة المعمارية في جامعة حماة خلال حديثه لتلفزيون الخبر، أن “مشروع مدينة صناعة المستقبل تميز من عدة جوانب”.

وأضاف الدكتور: “ناقش المشروع فكرة التميز على مختلف الجوانب والتخصصات وتطويرها منذ الصغر، متعاوناً ومستفيداً من فكرة المتفوقين والمتميزين في المرحلة الثانوية”.

“ويعتبر من المشاريع الهامة بفكرته وآلية طرحه ومعالجته العمرانية والمعمارية والتقنية، حيث أظهر الإبداع عند المجتمع السوري، ومحاولة صقله، وإظهاره من خلال هذا المجمع”، بحسب “غربي”.

وقال الدكتور: “تميّز الطلاب بإدخال الأساليب الحديثة في الدراسة كعرض الواقع الافتراضي بمحاكاة الواقع يعيشها من يجرّب هذه التقنية، حيث يتجول ضمن المدينة ويلاحظ كافة الإضافات والدراسات”.

وتابع “غربي”: “أظهر الطلاب في مشروعهم شغفهم في اكتشاف المبدعين ورعايتهم للوصول بهم إلى صناعة حقيقية لمستقبل مميز، وصولاً إلى النهوض ببلدنا سوريا.. تنا افتخر بكل طالب مبدع وملهم”.

يشار إلى أن مصطلح “العالم الافتراضي” أو ما يُطلق عليه باللغة الإنكليزية “Virtual Reality” هو عالم خيالي، وينطبق على محاكاة الحاسوب للبيئة التي يُمكن محكاتها.

كما يكون هذا العالم أو الواقع الافتراضي مصمماً بطريقة محترفة، ممَّا يُصبح من الصعب على الناس التفريق بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي، وطريقة الوصول هي ارتداء نظارة أو خوذة مخصصة لذلك.

مشاريع “إبداعية” مماثلة

قال الدكتور “غربي”: “معظم المشاريع كانت استجابة لحاجة المجتمع نتيجة للظروف الصعبة أو الواقع العمراني الذي ينقصه الكثير من التأهيل”.

ومن المشاريع المميزة الأخرى لهذا العام يمكن ذكر معبر حدودي/معبر نصيب الطالبين ابراهيم الخطيب و محمد العساف، الذي تميز بمعالجته لمعظم المشاكل التي تواجه المسافرين برا واعطاء الحلول العمرانية والتخطيطية لها”.

وذكر “غربي” أيضاً مشروع المجمع الوطني الاستجابة السريعة للكوارث للطلاب يارا الضحاك، سالا الحركة، عمر قداح، ابراهيم الصالح.

وتتمحور فكرة المشروع حول الاستجابة للظروف التي تمر بها البلاد من خلال تدريب الفرق التطوعية وتأهيلها لكافة المخاطر واقتراح العديد من الوظائف الافتراضية لتدريبهم”.

يشار إلى أن “مشاريع كلية الهندسة المعمارية بجامعة حماة تميّزت بالأفكار المبدعة والمقترحات الجديدة، من حيث الفكرة المعمارية والتخطيطية والارتباط بالمجتمع ومعالجة مشاكله المتعددة”، بحسب “غربي”.

كلير عكاوي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى