الفليفلة على الأسطح والملوخية على الشرفات.. طقوس تجفيف المونة تعود إلى منازل السوريين
على سطح منزلها في حي المهاجرين بمدينة حمص، تمدّ أم كنان عدة أطباق حديدية مليئة بالفيلفة الحمراء على خزان المياه كي تجف تحت أشعة الشمس.
وعلى شرفة منزلها، مدّت ربة المنزل قطعةً كبيرةً من القماش على الأرض بعد تنظيفها بشكل جيد، وفرشت عليها أصناف المونة من الملوخية والكشك والتين.
“هيك الأصول”، تقول المرأة الخمسينية لتلفزيون الخبر، وتضيف: “يرى البعض أن هذا الطقس وليد الظروف الراهنة التي نعيشها ومن أهمها انقطاع الكهرباء، إلا أنني شخصياً أجدها طريقة صحية أكثر من حفظها في الثلاجة”.
وتابعت أم كنان: “لا شك أن تجفيف المونة طقس تراثي قديم، لكنه عاد يقوة إلى منازلنا حيث أن سوء الواقع الكهربائي حول البراد إلى “نملية” لا فائدة منه على الإطلاق”.
“التيبيس نصيحة الأجداد”، تكمل ربة المنزل لتلفزيون الخبر، فتجفيف المونة كان حل السيدات في الزمن الماضي لتأمين المونة خلال فصل الشتاء والحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة”.
“أيلول شهر المونة”، تردف ربة المنزل، وفيه تحوّل معظم النساء سطح المنزل إلى “ورشة” إن صح التعبير، فيحفرن الباذنجان والكوسا ويقمن بخياطة أصابع البامية وتجفيفها”.
وتحدثت أم كنان عن أصناف المونة قائلة: ” تُقسم المونة في حمص إلى حامضة ومالحة، كالأجبان والمخللات، ومونة حلوة كالمربيات بمختلف أنواعها والتفاح والتين والعنب، والخضار المجففة مثل الباذنجان والملوخية”.
“الحرحورة غير شكل بالشتوية”، تكمل السيدة لتلفزيون الخبر، حيث يتم تجفيف الفليفلة وتقطيعها بشكل ناعم وتخزينها لفصل الشتاء، وتشكل هذه الأكلة طقساً شبه يومي خلال السهرة مع العائلة، ومهرباً لربة المنزل عند رغبتها بتجهيز عشاء سريع”.
وأضافت أم كنان لتلفزيون الخبر، يتم طحن الفليفلة الحمراء بواسطة ماكينة الكبة، لتصبح دبس أو شطة يتم استخدامها في صناعة المكدوس، أولاً ومن ثم المحمرة.
ولا تخفِ أم كنان تراجع كميات المونة المخزنة مقارنة باﻷعوام الماضية نتيجة الارتفاع الكبير في اﻷسعار، فبات تجهيزها يتطلب ميزانية لا تتوفر لدى جميع العائلات”.
يذكر أن السوريين وجدوا صعوبة كبيرة في تجهيز مونة المكدوس لهذا العام، الذي يعد أحد طقوس المونة الشتوية، حيث وصلت تكلفة تجهيز المكدوسة الواحدة إلى ما يقارب 3 آلاف ليرة، لتصبح بالتالي رفاهية بعد أن كانت الحاضر الدائم على موائدهم.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر