العناوين الرئيسيةموجوعين

في زمن احتكار المواد والعجز عن ضبطه..”بوستات” فيسبوك تنقذ المواطنين

“كرمال الله بدي علبة حليب نان1 وشو ما كان السعر”، كلمات كتبها رامي (37 عاماً) على الصفحات العامة الناشطة بمدينة حمص، وانتظار يحرق قلبه لتأمينها بعد أن رزق بطفلة قُدر لها الجوع في أولى ساعات حياتها.

فرحة رامي بطفلته حديثة الولادة لم تكتمل، والأصح أنها لم تبدأ أصلا ً، مع هموم تأمين مستلزماتها التي تبدأ بالحفاضات ولا تنتهي بالدواء وتأمين الحليب.

يقول رامي لتلفزيون الخبر: “سمعت كثيراً عن أزمة فقدان حليب الأطفال في الصيدليات وعبارات الغضب والاستهجان من آباء وأمهات بحثوا عنه كثيراً، لكني بت الآن أشعر بهم بعد أن بحثت ليومين متواصلين عن علبة واحدة لابنتي.

 

“انتهت حلول الأرض الأمر متروك للفيسبوك”، يتابع رامي، وجاء هذا الحل بعد اقتراح احد أقاربي بكتابة منشور ومشاركته على الصفحات الناشطة في مدينة حمص.

 

“دقائق معدودة ووجدت طلبي”، يكمل رب الأسرة، عندما علّق أحد المتابعين على المنشور وأكد توفر علبة الحليب في صيدلية تقع في حي المضابع، وطلبت منه حجز واحدة دون النقاش في موضوع السعر، كون ابنتي لم تأكل منذ ولادتها.

 

“تكّيت 85 ألف ورقة متل الشاطر”، يردف رامي، رغم معرفتي بسعرها النظامي وتقاضي الصيدلي ما يزيد عن 100% ، إلا أنني خضعت للمثل القائل “شو يلي جبرك عالمر”.

 

وأشار رامي إلى أن: “تأمين كافة مستلزمات منزله اعتمد بشكل رئيسي على فيسبوك، وصفحات المستعمل كونها تنشر كل ما هو متوفر وبأسعار متفاوتة، بدءاً من الغاز والمحروقات والأجهزة الإلكترونية وغيرها”.

 

حال رامي تندرج بطبيعة الحال، على نسبة كبيرة من السوريين، ممن وجدوا في “فيسبوك” الوسيلة الأسرع لتأمين طلباتهم، سواء كان بقصد الشراء أو البيع أو حتى التسويق، في الوقت الذي بات فيه انتظار وصولها حكومياً من المنغصات اليومية.

 

فرسائل البنزين تتأخر دون توضيحات، ولترات المازوت “المدعومة” المخصصة للتدفئة تصل المنازل في أيام تموز الحارقة، والغاز على “السبحانية” وغيرها من لوازم الحياة الأساسية.

 

وعلى الرغم من أن المواد المعروضة على موقع التواصل الإجتماعي تباع كيفياً وبأسعار السوق السوداء، إلا أنها تلقى قبولا وانتشاراً وطلباً لقناعة المواطن بأفضلية تأمينها على حساب سعرها، لاسيما المتعلقة بالمواد الغذائية الضرورية.

 

فما الفائدة من طرح السكر على لبطاقة بسعر 12 ألف ليرة بينما لا تكفي المخصصات أيام معدودة، يقول رامي، والأمر نفسه حول الأرز والزيت والسمنة والشاي وغيرها، لذلك تتجه نسبة كبيرة من السوريين للبحث عن مستلزماتهم على “فيسبوك”.

 

وتابع رامي: “وجدت جميع مستلزمات منزلي على “فيسبوك”، حتى مواد الإكساء من الأبواب والشبابيك والأقفال، ويكفي أن تفتح إحدى صفحات بيع وشراء المستعمل حتى تجد كل ما يخطر في البال.

 

يشار إلى أن الكثيرين يعتمدون بشكل رئيسي على التطبيق الشهير في إيجاد فرص العمل أيضا ً، ليكون التطبيق هذا وبالإضافة إلى كونه منصة اجتماعية ترفيهية، بديلاً عن فريق اقتصادي حكومي عاجز، يطلق الوعود و”يطنّش” المناشدات بل ويحظرها أيضاً كما يحصل في “فيسبوك”.

 

عمار ابراهيم _تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى