العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

“الجمعية الفلكية السورية”: سنشهد صيفاً ثانياً حتى تشرين الثاني.. وشتاءً متأخراً وقاسياً

أثرت تداعيات التغيرات المناخية العالمية على سوريا، وشهدت كغيرها من الدول موجة حارة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، في ظل توقعات بتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

حول ذلك، قال رئيس الجمعية الفلكية الدكتور محمد العصيري لتلفزيون الخبر إنّ “سوريا تتعرض لموجات حارة أعلى من معدلاتها، وسيشهد شهر آب أعلى درجات الحرارة المسجلة، بالإضافة إلى امتداد فصل الصيف خلال العام إلى صيف ثاني بين شهري تشرين الأول والثاني”.

 

وتابع “العصيري”: “الأمر الذي سيؤخر الشتاء، إلّا أنه سيأتي قاسي نسبة للصيف ومحمل بأمطار سيلية، إذ سيتلاشى شعورنا بالربيع والخريف، أي بالفصول الأربعة مقابل سيطرة فصلي الصيف والشتاء”.

 

وعن سبب ذلك، ذكر رئيس الجمعية الفلكية أنّ “إعلان الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً عن حالة الغليان العالمي يشير إلى الوضع الكارثي الذي تعيشه الأرض من تغيرات مناخية واضطرابات بحالة الطقس”.

 

وأضاف “العصيري” أنّ “الاحتباس الحراري والتغير المناخي المفاجئ، أصبح يضرب بقوة على الأرض، بالرغم من انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميتان، منذ خروج العالم من وباء كورونا”.

 

وأكمل”العصيري”: “إلّا أن تلك الانبعاثات عادت بشكل أكبر في 2023 لتصل إلى 421 جزيء بكل مليون جزيء من جزيئات الغلاف الجوي، بينما الوضع الطبيعي هو 250 جزيء لكل مليون، اي أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون تضاعفت اليوم”.

 

وبيّن “العصيري” أن “ذلك التضاعف سبّب ازدياد حجم الغلاف الجوي، وغاز ثنائي أكسيد الكربون، والاحتباس الحراري داخل الأرض، وحدوث ظاهرة النينو المتمثلة بارتفاع حرارة المياه في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادي في عام 2023”.

 

موضحاً أنّ “هذا الارتفاع مع الاحتباس الحراري شكل مايعرف بالقبة الحرارية في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا والذي رفع درجات الحرارة إلى أرقام غير مسبوقة”.

 

وأشار “العصيري” إلى أنّ “سوريا من أقل الدول تأثراً بالاحتباس الحراري بسبب الانقطاع التيار الكهربائي والاستخدام القليل للفيول، مما يجعل انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون قليلة جداً”.

 

ولفت إلى أنّ “الخطر في سوريا يكمن من حرائق الغابات و العواصف الترابية والتي تحتاج إلى حل من خلال زيادة الغطاء النباتي ومعالجة مشكلة البلاستيك وإنتاجه، كون النفايات البلاستيكية مؤذية جداً للصحة والبيئة والطقس”.

 

وأكد “العصيري” أنّ “هذه المحنة مستمرة حتى عام 2027، أي حتى تنتهي ظاهرة النينو، وسنشهد ذروتها في عامي 2024 و 2025، وكل ماحدث حتى الآن هو بداية هذه الظاهرة، وتأثيرها يفاقم المشاكل البيئية التي اقتحمت العالم بشكل كبير جداً، وزيادة عدد الوفيات وتهديد الأمن الغذائي والمائي”.

 

وشدد رئيس الجمعية الفلكية على”ضرورة اتخاذ خطوة باتجاه معالجة الاحتباس الحراري بشكل كبير جداً، وإلّا ستكون البشرية أمام خطر وجودي حقيقي يزداد يوم بعد يوم وصولاً إلى عام 2030 إي الفترة المتاحة لنا لإنقاذ الأرض”.

 

وحول تساقط الثلوج والأمطار بشكل مفاجئ في بعض الدول، أوضح “العصيري” أنّ “الاحتباس الحراري يشكل تغيرات مفاجئة في الطقس، مثل تسجيل عدة دول أوروبية درجات حرارة عالية قياسية ولكن بمفارقة غريبة شهدت بعدها مباشرة أمطار غزيرة، وثلوج في مناطق لم تكن تهطل فيها”.

 

يذكر أنّ دول عدة مثل بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها، شهدت ارتفاع درجات حرارة عالية غير مسبوقة، وسط تحذيرات أممية من ذلك، ليحدث بشكل مفاجئ تقلب مناخي أسماه البعض بالتطرف الطقسي الذي أدى إلى تساقط ثلوج وهطول أمطار.

 

فاطمه حسون _تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى