العناوين الرئيسيةمجتمع

علبة متة مع كثير من الحب .. الحاجة لم تمنع السوريين عن تقديم الهدايا للناجحين بالبكالوريا

لا تخفِ ملامح فاطمة علامات الخجل والحيرة والارتباك مجتمعة، أثناء شرائها علبة “متة خارطة” بوزن 200 غرام، ليس لاستهلاكها منزلياً، بل لتغليفها كهدية بمناسبة نجاح ابنة جارتها “الباب عالباب”.

فالحال صعب و”الدنيا نار وشاعلة”، تقول أم حسين (50 عاماً من سكان حي العباسية بمدينة حمص)، ولا مقدرة مادية لدينا لشراء الهدايا كما في السابق، لا من حيث العدد ولا من حيث النوع.

وتضيف ربة المنزل والزوجة لموظف حكومي لتلفزيون الخبر: “مبارك نجاح جميع الطلاب في سوريا، إلا أن هذه المناسبة باتت تشكل عبئاً علينا مع كثرة المعارف والاقرباء، وتقديم الهدايا المتواضعة يتطلب قرضاً في ظل الغلاء، ولذلك قررت المباركة لجارتي فقط كوننا “عشرة عمر”.

بدورها، تقول أم سمير، لتلفزيون الخبر: “تغيرت الحال كثيراً عما مضى، حيث اعتدنا المباركة بالثياب والحلويات وأطقم الكاسات أضعف الإيمان، إلا أن أي منها لا يقل سعره عن 25 ألف، وهو ثلث راتب زوجي الموظف”.

وتكمل المرأة الخمسينية: “نعرف الحال جيداً ولا حرج في ذلك أبداً، وخصوصاً للذين ينتمون للطبقة الفقيرة كحالنا، ممن لا نملك سوى لقمتنا، ورغم ذلك نصر على المباركة رغم تواضع الهدية فالقضية مبدأ، و”يلي بدو يزعل يزعل”.

من جهتها، أشارت سيدة تعمل في متجر لبيع البسكويت إلى أن: “الطلب على الشراء ارتفع مابعد نتائج البكالوريا بشكل واضح، ويصارحني الجميع بأن تشكيلة البسكوت هذه عبارة عن هدية مباركة، ولذلك يُطلب مني وضعها بكيس مرتب”.

وأضافت السيدة لتلفزيون الخبر: “لا لوم على الناس، فالوضع المادي لا يطاق، وأي هدية باتت همّاً، وأرى أن تقديم مبلغ مادي بسيط يعد أفضل الطرق للتعبير عن الفرح لنجاح أي طالب مهما كان المبلغ متواضعاً”.

“10 آلاف بمحرمة”، تكمل السيدة، ليتم تسليمها باليد إلى الطالب مع مصافحته أو وضعها بجانب فنجان القهوة ما قبل المغادرة، وبذلك يخف الحرج ويتم القيام بالواجب.

بينما بين علي (صاحب مطبعة) لتلفزيون الخبر أن: “الطلب على الطباعة يرتفع بشكل كبير في هذه المناسبة، وبشكل خاص على حيث يأتي الشخص بكوب من منزله، أو” كوفر” موبايل ويطلب كتابة المباركة مع اسم المهدى إليه بتكلفة 15 ألف ليرة”.

لتكون بذلك سوريا -على الأرجح- المكان الوحيد في الكوكب الذي تتحول فيه مناسبات النجاح والأعياد إلى هموم ثقيلة، ومع ذلك يصر السوريون على صناعة الفرح، ولو تجلى ب”علبة متة” لكن مع كثير من الحب

bty

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى