سوريون يحلمون بـ”النور”.. حديقة السبكي مثالاً
اشتهر السوريون بفكرة “السيران”، فكان مشوار يوم الجمعة هو الملاذ الجميل للطبقة الوسطى، حيث تأخذ العائلات أكلها وشرابها وأراكيلها وتتوجه نحو المساحات الخضراء ضمن المدن أو الأرياف.
وبعد اندلاع الحرب خرجت معظم مناطق “السيران” عن الخدمة فلم تعد الغوطة الدمشقية أو أشباهها في باقي المحافظات تملك القدرة على استقبال زوارها.
ونتيجة تردي الوضع الاقتصادي وتحول المطاعم والكافتريات إلى حلم مستحيل لدى أصحاب الدخل المحدود خصوصاً مع فواتير (الخمس نجوم) باتت الحدائق العامة هي المتنفس الوحيد لهذه الطبقة سواء في أيام العطل أو خارجها.
وفي دمشق التي تعتبر مركز الخدمات يمكن لأي شخص “يتمشى” بمحاذاة إحدى الحدائق أن يرى سوء الخدمات الموجودة بها.
السبكي مثال حي ومباشر
تعتبر حديقة السبكي من أشهر حدائق العاصمة، ومرت بعدة عمليات تجديد وتحسين خلال السنوات الأخيرة بهدف تقديم خدمة أفضل للمواطن، لكن هذه الخدمات لم تشفع لروادها بالتنعم بإنارة تساعدهم على التنزه بُغية التخفيف من ضغوطات الحياة.
حديقة بأكملها يجتمع بها مئات المواطنين يومياً في هذا الوقت من العام لا يوجد بها إنارة الأطفال يلعبون بمحاذاة أعمدة النور المطفأة باستثناء ضوء بسيط يخرج من بسطات البائعين والأمهات يتسامرن على ضوء الجوالات.
وفي ذات الوقت وعلى بُعد أمتار تظهر المطاعم “الغالية” بكامل رونقها فهل هذه الصورة تنقل واقع المواطنين اليوم من يملك القدرة المالية يتنعم بالتنزه والضوء ومن يبحث عن السيران المجاني عليه بضوء الجوال أو “البيل”.
ألا يوجد حلول لتوفير إنارة ولو بسيطة للأطفال ضمن الحدائق هل فكرة تركيب أضواء تعمل بالطاقة الشمسية فكرة تحتاج ل”أنشتاين” وبحال تواجد هذه الميزة في أضواء الحدائق لماذا كل هذا العتم الذي يصيب حديقة السبكي.
وأفاد مدير الحدائق في محافظة دمشق سومر فرفور لتلفزيون الخبر أن “موضوع التقنين يخص جميع الحدائق وليس السبكي فقط والحدائق موصولة على كهرباء المدينة ما يعني أنها خاضعة للتقنين والأولوية لإنارة الشوارع”.
وتابع مدير الحدائق “تم تركيب 10 أجهزة طاقة شمسية بالسبكي بعد إلزام شركة mtnبتركيبها نظراً لإشغالها مساحة ضمن الحديقة وهي عاملة وغير معطلة لكن 10 أعمدة غير كافية نظراً لمساحة الحديقة الكبير إضافة للأن التقنين زاد الأمر سوءاً”.
وختم المسؤول “الآن ألزمنا أحد الفعاليات الاقتصادية الجديدة الحاصلة على تراخيص بالموقع بإنارة الحديقة كاملا عن طريق المولدة وذلك خلال فترة أقصاها شهر”.
يذكر أن كل سوري بات يدرك صعوبة واقع الكهرباء في البلاد وباتت ساعة وصل واحدة ومتقطعة في اليوم تقنعه نظراً لفهمه السليم لأبعاد الحرب والحصار لكن ألا يحق له أن يتنعم بمتنفس جيد يتوافق مع مقدراته المالية.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر