مديرية الآثار والمتاحف “بأمس الحاجة لموظفين”.. وخريجو قسم الآثار “المنسيين” يعملون في المقاهي
قال مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم لتلفزيون الخبر: “نحن بأمس الحاجة لخريجي قسم الآثار والمتاحف في ظل هذه الحرب المستمرة، وما تعرض له التراث السوري من تدمير وسرقة، وعدم توظيف خريجي قسم الآثار والمتاحف يعتبر خطأ جسيم بحقهم وبحق التراث الثقافي السوري”.
وأوضح عبد الكريم أنه “طالب منذ أن أصبح رئيساً لقسم الآثار والمتاحف مراراً وتكراراً بتوظيف خريجي قسم الآثار”، بدون جدوى، مؤكداً أن “توظيف خريجي قسم الآثار يقع ضمن مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء”.
وأوضح عبد الكريم أن “جميع المسابقات المعلن عنها لم تشمل خريجي الآثار، ولم يتم توظيفهم منذ فترة طويلة تمتد إلى ما قبل بدء الحرب في سوريا، والآن وبعد هذا التدمير للآثار السورية أصبحنا بأمس الحاجة لهم، كما الحاجة تماماً للمهندس أو المعلم”.
وبيّن الدكتور عبد الكريم “أن موضوع الإعلان عن مسابقة لتوظيف خريجي قسم الآثار والمتاحف، يقع ضمن مسؤولية رئاسة مجلس الوزارء” مكرراً أن المديريات “بأمس الحاجة لكل خريجي آثار اليوم”.
كما تابع عبد الكريم أن “خريجي قسم الآثار والمتاحف يعانون مشكلة حقيقة من عدم التوظيف، وعدم الإعلان عن مسابقات لتوظيفهم”، معبراً عن شعوره “بالأسف” حول الوضع الحالي للخريجين قائلاً: “أشعر بالأسف عندما أجد خريجي قسم الآثار والمتاحف يعملون في المقاهي لتأمين لقمة عيشهم، بينما هناك عشرات المهمات التي تنتظر مئات الخريجين من قسم الآثار والمتاحف في مختلف المحافظات”.
وكرر عبد الكريم أن المديرية “بأمس الحاجة لخريجي قسم الآثار، ويجب معاملتهم كخريجي التربية معلم وصف والمهندسين، توظيفهم بشكل مباشر في المتاحف والمديرية العامة للاثار وفروعها في المحافظات، خاصة بعد التدمير الي شهده التراث السوري، الذي يعتبر من أغنى وأضخم الكنوز الأثرية في العالم”.
وأضاف: “نحاول مساعدة خريجي قسم الآثار، حيث نقوم بتوظيف أي خريج يراجعها لمدة 3 أشهر، وبمكان معين حسب القدرة، بينما هناك الكثير من المهمات التي تنتظرهم من حيث التوثيق والحماية والتأهيل للآثار السورية”
وكان عدد من خريجي قسم الآثار والمتاحف بجامعة دمشق اشتكوا لتلفزيون الخبر عدم حصولهم على وظائف، حيث أن جميع المسابقات المعلن عنها لا تشملهم، متسائلين “هل قسم الآثاروالمتاحف تأسس من باب التنويع فقط؟”.
وقال أحد المشتكين لتلفزيون الخبر: “إن طلاب وخريجي قسم الآثار والمتاحف لم يحصلوا على وظيفة منذ أكثر من 7 سنوات، وفي كل عام تعلن المؤسسات عن وظائف ولا تشمل هذه المسابقات طلاب قسم الآثار والمتاحف”.
وأضاف أن “هناك عدد من خريجي عام 1996، وإلى الآن لم يتم توظيف أحد منهم، سوى من لديه معاوف أو واسطة قوية”.
وتساءل المشتكون عن “هل قسم الآثار والمتاحف في جامعة دمشق، تم تأسيسه من أجل التنويع فقط ؟، لماذا هذا الإهمال لخريجي الآثار والمتاحف، في ظل الحاجة المحلّة إليهم في هذه الظروف”.
وبيّن المشتكون أنه “مع صدور عدد كبير من المسابقات، لم تشملهم أي مسابقة، ويقتصر التوظيف على عقود سنوية لذوي الشهداء، وليس في مديرية الآثار، إنما في أحد المتاحف، ولمن لديه واسطة قوية، يتم توظيفه في المديرية العامة للآثار والمتاحف”.
موضحين أن “الخريجين يعانون من البطالة، وقلة العمل، ويسعى معظمهم إلى العمل في المقاهي لتأمين لقمة عيشيه، بعد أن درس 4 سنوات وحصل على شهادة جامعية”.
وأضاف المشتكون: “منذ عام تقريباً، أعلنوا عن مسابقة لخريجي قسم الآثار والمتاحف، وطلبوا موظف واحد لكل محافظة، في حين يخرّج قسم الآثار أكثر من 250 طالب كل عام كحد أدنى”.
كما أشار المشتكون إلى أنهم راجعوا وزارة الثقافة أيضاً، وطالبوا بالاعلان عن مسابقة أو توظيفهم بعقود سنوية، إلا ان رد الوزارة كان “لا نحتاج حالياً لموظفين في الآثار والمتاحف”.
سها كامل – تلفزيون الخبر