“مسيرتي حلم من الجنون”.. في ذكرى رحيل انطوني كوين العرب الفنان خالد تاجا

“مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب زرع النور بقلب من رآها، لحظة ثم مضت”، هذه العبارة خطها الممثل السوري الراحل خالد تاجا على شاهدة قبره قبل وفاته في الرابع من نيسان عام 2012.

 

وولد “تاجا” في حي ركن الدين الدمشقي عام 1939، ومن ذلك الحي بدأت تتفتح موهبته يوم كان في الثالثة من عمره حيث بدأت رحلته الفنية مع هواية الرسم .

 

وجسد أول أدواره في العاشرة من عمره عندما كان طالباً في مدرسة المعتصم، حيث أدى دور لشخصية عبد الرحمن الغافقي.

 

وكان عرضه المسرحي الأول لأطفال الحي، عندما شاهد كراكوز وعواظ، ومن ذلك العرض بدأت الرؤى الفنية تتوضح معالمها لديه رغم معارضة الأهل الحالمين له بدراسة الطب أو الحقوق .

 

واختاره عام 1966، المخرج اليوغسلافي يوشكو فوتونوفيتش للقيام بدور البطولة في أول فيلم سينمائي تنتجه المؤسسة العامة للسينما، وهو الفيلم الشهير “سائق الشاحنة”.

 

وكانت بداية “تاجا” في عالم المسرح مع أستاذه الراحل الفنان الكبير عبد اللطيف فتحي في العديد من الأعمال المسرحية، وألف وأخرج العديد من المسرحيات، كما كان أحد أبرز نجوم المسرح العسكري.

 

وعمل “انطوني كوين العرب” في عدة أفلام أنتجها القطاعين العام والخاص، ومن أفلامه “الفهد” و”رجال تحت الشمس، وأيام في لندن.

 

وأبحر الراحل بعدها في عالم الفن محققاً ظهوراً استثنائياً في العديد من الافلام والمسرحيات والمسلسلات، ليصبح بين أفضل خمسين ممثل في العالم.

 

وبرع “تاجا” في الأعمال الكوميدية التي قدمته لاعباً من طراز خاص في النبرة الكلامية ورسم الكاركترات مثل أدواره في “بقعة ضوء”، “الفصول الأربعة”، “يوميات مدير عام”، “أيام الولدنة”، و”دنيا”.

 

وكان للراحل حضور خاص في الأعمال الشامية حيث استطاع لعب أنماط كثيرة ببراعة واتقان واضعاً اسمه بين كبار النجوم السوريين ومن تلك الأعمال، أيام شامية والحصرم الشامي وأبو خليل القباني، وأسعد الوراق.

 

وشارك “تاجا” في العديد من المسلسلات الاجتماعية، حيث جسد أدواراً باتت خالدة في الدراما السورية مثل دوره في مسلسل الزير سالة بشخصية ” ابن عباد”، كما كان له حصة في معظم الأعمال الملحمية والوطنية وحتى التاريحية ومنها البحر أيوب، والتغريبة الفلسطيمية، وأخوة التراب.

 

وفاز خالد تاجا بجائزة أحسن ممثل دور ثان عن مسلسل التغريبة الفلسطينية بمهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2005، كما منحته الجامعة الأميركية في سوريا الدكتوراه الفخرية.

 

يشار إلى أن الراحل خالد تاجا، توفي في مشفى بالأردن بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة عن عمر ناهز 73 عاماً، وظل عاشقاً للفن حتى آخر لحظة في حياته، ليكون أهم أعمدة الدراما السورية.