التوقيت الصيفي يزيد من انقسامات لبنان
عانى لبنان انقسامات طائفية وسياسية لم تنتهي منذ عقود، حيث مرّ بحربين أهليين في منتصف الخمسينات، ومثلها في منتصف السبعينات دون توقف القلاقل والتجاذبات بين السياسيين.
وجاء وقع الانقسام هذه المرة على عقارب الساعة، حيث اختلف الساسة على الانتقال للتوقيت الصيفي أم تأجيل الخطوة لشهر، وتحوّل الموضوع لعصا انقسام طائفية.
وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت، الخميس، تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي العالمي المقرر الأحد 26 آذار، لتاريخ 21 نيسان 2023، وذلك مراعاةً للصائمين في شهر رمضان كما تم تداوله.
ورفضت أحزاب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية ونواب مستقلون تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، مُدعيةً أن القرار سيؤدي لحدوث مشاكل كثيرة وإضطرابات في البرمجيات والتطبيقات والأجهزة الإلكترونية، عدا عن خلل في عمليات التحويل المصرفية و”السويفت”.
وأخذ الانقسام بُعداً طائفياً، حيث قررت القنوات التابعة للتيارات المسيحية تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي بدايةً من ليل السبت الماضي، أما القنوات التابعة للتيارات الإسلامية استمرت بالتوقيت الشتوي عملاً بقرار الحكومة.
وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأجيل جلسة مجلس الوزراء الإثنين القادم، نظراً لأن هناك “محاولة لجر البلاد إلى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات وإعطاء إجراء إداري بحت (تأجيل التوقيت الصيفي) منحى طائفياً بغيضاً”.
يذكر أن لبنان يشهد اضطرابات شديدة جراء تردي الواقع المعيشي والاقتصادي وانهيار سعر الصرف لمستويات غير مسبوقة بتريخ البلد، حيث تجاوز في بعض الأوقات حاجز المئة ألف ليرة لكل دولار، وسط استمرار الفراغ الرئاسي وعدم حل أي مشكلة عالقة منذ سنتين ولاسيما أزمة المصارف.
تلفزيون الخبر