الأم السورية في عيدها .. بين الحرب واللجوء
منذ بداية الحرب في سوريا، ارتبط اسم الأم السورية، بالصبر والتضحية، حيث قدمت هذه الأم أبناءها شهداء خلال السنوات الست، لتستقبل عيدها بين الحرب واللجوء.
وحوّلت هذه الحرب المستمرة الأم السورية، لأم الشهيد أو الشهداء، و هناك عائلات فقدت أكثر من 4 من أبنائها شهداء على أرض سوريا، بينما بقيت الأم السورية، أماً للشهيد، و أماً لسوريا بأكملها.
وفي الجهة المقابلة، تعاني معظم الأمهات السوريات الحياة في مخيمات اللجوء بالأردن ولبنان، وفي حين تتحدث وسائل الإعلام عن معاناة اللاجئين السوريين في المخيمات، تبقى الصورة على أرض الواقع أشد ألماً وحزناً.
وفي مخيم الزعتري للاجئين االسوريين في الأردن، تعاني الأمهات السوريات البرد والجوع والتشرد، وتجارة بناتهن التي انتشرت في المخيم، حيث تجد الأم السورية نفسها مجبرة على تزويج ابنتها ذات الـ 15 عام لرجل يكبرها بـ 20 عام.
وفي لبنان، توفي عدد كبير من الأمهات والأطفال من البرد خلال فصل الشتاء، وبقى البعض الآخر يعاني الخوف من الطرد أو التشرد.
وللأم السورية في أوروبا معاناة آخرى أكبر وأشمل، وتفيد التقارير أنه في كل يوم، تموت 500 امرأة أثناء الحمل أو الولادة في مخيمات اللجوء، وتقع نحو 60% من حالات وفيات الأمهات، في البلاد التي تعاني من ويلات الصراعات المسلحة والتهجير القسري”.
ورغم هجرتهن إلى أوروبا، تبقى معظمهن، يعانين ويلات لم الشمل، والأمل برؤية أطفالهن مرة آخرى، بينما تتفاقم أزمة اللاجئات الحوامل، والفتيات المهاجرات في دول اللجوء.
ورغم إقدام عدد كبير من الأمهات على الهجرة واللجوء إلى بلدان الجوار أو إلى أوروبا لكن أخريات قررن البقاء رغم تحديات الجوع والسلاح والحروب الأهلية، وإرهاب تنظيم “داعش”.
سها كامل – تلفزيون الخبر