العناوين الرئيسيةحواديت

“القوزلّي” عيد رأس السنة على الشرقي يُحييه أهل الساحل السوري حتى اليوم

مهما تردّى الواقع الاقتصادي لابد من لمّة جميلة للعائلة للاحتفال بمناسبة رأس السنة الشرقية أو “القوزلّي” وممارسة طقوسها اللطيفة، حال معظم أهالي الجبال والأرياف في الساحل السوري منذ مئات السنوات في 13 كانون الثاني من كل عام، وبفارق 13 يوماً عن التقويم الميلادي الغربي.

وبهذه المناسبة “على جميع أفراد العائلة الاجتماع على مائدة واحدة في هذا اليوم، وربما يطول الانتظار لساعات للبدء بالمائدة، حتّى وصول آخر فرد من أفراد الأسرة”، تقول أم علي (63 عاماً) من قرى ريف القدموس لتلفزيون الخبر.

وتابعت “أم علي” بالقول: “يعتمد الاحتفال بالقوزلّي على اللحوم الحمراء كمادة أساسية ويختلف نوع اللحم بين منزل وآخر تبعاً لعدد أفراده، فمنهم من كان يذبح خروفاً وآخر يحتاج لعجل حتّى تكتمل مائدته، وهذا ما تغيّر جذرياً في أيامنا هذه نظراً للواقع المعيشي الصعب الذي يعصف بالسوريين”.

وبذات السياق، قالت السيدة “أم إبراهيم” من قرى “الشيخ بدر” بريف طرطوس (58 عاماً) لتلفزيون الخبر: “في هذا اليوم يتم تحضير نوع خبز مشوّش يسمّى خبز ”الميلادي” وفي مناطق أخرى يُعرف بـ”الفطير” مكوّن من الطحين، زيت الزيتون، السمسم، وأحياناً تُضاف إليه حبّة البركة، يتم خبزه ويلزق على جدران التنور، ويقوم البعض بإدخال السمن البلدي عليه”.

وأضافت “أم إبراهيم”: “الفطيرة مؤلفة من عدة طبقات من الطحين، وتكون مشبعة بالزيت، ولا يزال هذا الطقس معتمد ورئيسي في 13 كانون الثاني من كل عام لدى معظم أهالي الأرياف في الساحل السوري”.

و”القوزلة” اسم مشتق من فعل “قزل” الآشوري أي أشعل النار، وفقاً لكتاب “اللاذقية حضارة المتوسط الأولى” ويستخدم في العامة “قوزل” أي شارك بالاحتفال بمناسبة القوزلة، وتعني أيضاً “قوزي-زَلبة” والقوزي هي لحم الضأن، والزَلبة هي لحم العجين المحشي والمقلي.

“بعد العيد مافي كعك ” و “بين القوزلي والقدّاس بيت الفلاح ما بينداس” والعديد من الأمثال الشعبية الأخرى مُرتبطة بإحياء “القوزلّي” أو الاحتفال برأس السنة الميلادية على التقويم الشرقي.

ويحتفل “بالقوزلّي” حتى يومنا هذا في العديد من القرى في الساحل كعرامو ودمسرخو وكرسانا وجناتا وقرى بانياس وجبلة، كما يحتفل فيها بعض أهالي الداخل والسهل والجبل.

و “يُعتبر إحياء القوزلّي مرتبط بالعادات والتقاليد أكثر من ارتباطه بالدين، وطالما أن المعتقدات ثابتة وراسخة في القلوب، يستمر الاحتفال بالعادات ولا تفنى، رغم أن الاحتفال بأعياد ومناسبات الغرب تقدّم وأدّى إلى تراجع بعض عاداتنا، لكنه لم يلغيها أبداً”، بحسب باحثين في التاريخ.

يُشار إلى أنه مع ارتفاع أسعار اللحوم بكافة أنواعها بات كثيرون يقتصرون في احتفالاتهم على مظاهر بسيطة، حتّى خبز “القوزلّي” بات يكلّف الكثير نتيجة ارتفاع أسعار الطحين وأحياناً فقدانه أو عدم توافره، وزيت الزيتون الذي يسجّل أسعاراً قياسية، حتّى وصل سعر تكلفة الفطيرة الواحدة هذا العام لأكثر من 2000 ليرة سورية.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر – أرشيف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى