مقهى البريد بالحسكة يحافظ على شكله ومضمونه منذ 65 عاماً
طاولات قديمة غير مرتبة يجلس عليها أشخاصاً أخذ الزمن منهم الكثير، لكن لم يغير فيهم حبهم للجلوس في هذه المكان بشكل يومي رغم انعدام وفقدان ابسط أنواع الرفاهية والتدفئة في هذا الطقس البارد، لذلك أطلق عليه “قهوة الدراويش”.
وللمقاهي دور كبير في حياة المدن فهي المتنفس الوحيد الذي انطلقت منه الكثير من الأحداث، واليوم لم يبق من تلك الحاضرات إلا النادر، ومنها مقهى (البريد) الذي يتوسط شارع جمال عبد الناصر أو شارع الجامع الكبير وسط مدينة الحسكة.
“مقهى البريد” لا زال على سيرته الأولى، لم يتغير عليه شيء من الداخل ولا حتى من الخارج، ومع أن الحياة تغيرت في كل نواحيها، إلا أنه لا يزال على إرثه القديم، في تقديم الشاي، والقهوة، والزهورات.
ويقول صاحب مقهى “البريد” فادي أديب ملوس، لتلفزيون الخبر بأنه “يعمل في مقهى والده الراحل أديب جبرائيل ملوس، منذ عام 1999م، نفس العام الذي سافر شقيقه الأكبر بشار إلى كندا ليستقر هناك حتى هذا اليوم، تاركاً على عاتقه الحفاظ على مقهى والدهم الذي عمل فيه منذ الصغر كأجير ثم معلماً وصاحباً للمقهى”.
يتابع “ملوس” بأن “المقهى تأسس عام 1958م، أي قبل 65 عاماً من الآن، وتم منح الترخيص للعمل بشكل رسمي من الحكومة السورية في عام 1961م، باسم “مقهى البريد” لتقديم الشاي والقهوة في مدينة الحسكة وصاحب الترخيص والدي الراحل أديب جبرائيل ملوس تولد 1924م”.
يوضح “ملوس” بأن “زبائن المقهى هم من جميع مكونات المجتمع الجزراوي، يلتقون به بشكل شبه يومي يتحدثون عن أحوالهم وأوضاعهم عن أمور البلد وتاريخها، يتذكرون أشخاصاً رحلوا من الدنيا وعن ذكرياتهم ومواقفهم فيها”.
ويشير “ملوس” إن”جميع زبائنه اليوم هم كعائلة واحدة يجلسون مع بعضهم البعض أكثر حتى من عائلتهم وأسرهم في منازلهم ،يضاف إلى ذلك هي أسعارنا الرخيصة مقارنة مع المقاهي السياحية في نهاية نحن مقهى شعبي وشعبي بحت”.
ويعتبر مقهى البريد شاهداً على أحداث مهمة بتاريخ سوريا والحسكة، فهنا في هذا الشارع الذي يقع فيه المقهى تجول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في أيام الوحدة بين سوريا ومصر، لذلك أطلق عليه اسم شارع جمال عبد الناصر.
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة