دراسة جديدة تحذر من الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي في سن المراهقة
حذرت دراسة جديدة، من أن استخدام المراهقين المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي، يرتبط بتغيرات في تطور الدماغ أثناء نموهم.
ونشرت مجلة “جاما بيدياتريكس” المختصة بجوانب طب الأطفال، والتابعة ل “الجمعية الطبية الأميركية” بحثاً توصل إلى أن أدمغة المراهقين قد تصبح مع مرور الوقت أكثر حساسية عند توقع المكافآت الاجتماعية والعقوبات، مع الاستخدام المتكرر والمتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي.
قالت إحدى المشاركات في الدراسة إن “نتائج البحث أشارت إلى أن الأطفال الذين يكبرون وهم يتفقدون وسائل التواصل الاجتماعي في كثير من الأحيان، يصبحون أكثر حساسية تجاه تعليقات زملائهم”.
ويلفت العلماء إلى إن الإعجابات التي يتلقاها هؤلاء والتعليقات على ما ينشرونه، إضافة إلى الإشعارات والرسائل على منصات التواصل الاجتماعي، تشكل جميعها دفقاً مستمراً وغير متوقع من التعليقات الاجتماعية.
وتبين من خلال الدراسة أن المشاركين الذين لديهم سلوكيات معتادة على التحقق المستمر من تلك الوسائل، أظهروا تغيرات ملحوظة في نمو الدماغ.
ولاحظ الباحثون وجود تغيرات معينة في مناطق الدماغ لدى بعض هؤلاء المشاركين، تشمل “شبكات التحكم التحفيزية والمعرفية”، استجابة لتوقع المكافآت الاجتماعية والعقوبات، مقارنة بالأفراد الذين شاركوا في اختبارات سلوكيات التحقق غير الاعتيادية.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن نحو 80 في المئة من الأشخاص الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 13 و17 عاماً يتحققون من أجهزتهم المحمولة كل ساعة على الأقل، وذكر 35 في المئة من المراهقين أنهم يستخدمون بشكل مستمر تقريباً منصة واحدة على الأقل، من منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخمس الكبرى.
أما البحث الجديد فيشير إلى أن الاستخدام المتكرر لمثل هذه المنصات من جانب المراهقين اليافعين الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 12 و13 سنة، قد يكون مرتبطاً بالتغيرات في طريقة تطور أدمغتهم على مدى فترة ثلاث سنوات.
ويؤكد الباحثون أن أدمغة المراهقين الذين كانوا يتفقدون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر، قرابة 15 مرة في اليوم، أصبحت أكثر حساسية بشكل خاص على التعليقات وردات الفعل الاجتماعية.
يشار إلى أن البحث الجديد حذر أولياء الأمور من الاضرار المحتملة المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في سن المراهقة، حيث له عواقب طويلة الآمد على النمو العصبي.