حل لغز رسائل مشفرة وجدت في كهوف من العصر الجليدي
تم فك رموز خطوط ونقاط تزين بعض لوحات الكهوف الأكثر شهرة، باعتبارها أقدم تقويم في العالم، يزيد عمره عن 20 ألف عام، وفق ما نقلت وسائل إعلامية.
وتمكن مرمم أثاث بريطاني، بدعم من أستاذين من جامعة دورهام، من اكتشاف إحدى الوظائف الحاسمة للرسم في عصور ما قبل التاريخ، والتي ساعدت في فهم كيفية تسجيل الصيادين والجامعين في العصر الجليدي معلومات حول بيئتهم للبقاء على قيد الحياة.
وكان العالم بن بيكون (68 عاماً)، يبحث في قواعد البيانات الأكاديمية في تنقلاته اليومية، بعد تجميع أكثر من 700 صورة من العصر الحجري القديم العلوي، ووجد دليلاً على أن النقاط الصبغية والخطوط المحفورة على الحيوانات تقاس عند التزاوج.
ورسم البشر الذين يعيشون في أوروبا لوحات كهفية مدهشة لحيوانات قاموا بإقرانها بعلامات غريبة، مثل الخطوط والنقاط ورموز على شكل حرف Y، منذ ما لا يقل عن 20 ألف عام.
وتزعم دراسة جديدة أن هذه العلامات، المعروفة جيداً للعلماء، قد تتعلق بالسلوك الموسمي للحيوانات المفترسة، ما يجعل العلامات أول كتابة معروفة في تاريخ البشرية، وفقاً لما نقلت وسائل إعلام.
ويحتاج الصيادون وجامعو الحيوانات في ذلك العصر إلى سجل عن وقت تزاوج الحيوانات وولادتها، كما حدث عندما تم حشدها بأعداد كبيرة وأسهل في الصيد.
ووفقا للورقة البحثية التي نُشرت في مجلة Cambridge Archaeological Journal، يشير كل سطر أو نقطة إلى شهر قمري يُحسب من أواخر الربيع.
وعرف علماء الآثار منذ فترة طويلة أن تسلسل النقاط والخطوط والعلامات الأخرى في الرسومات لها معنى، لكن لم يستطع أحد فك رموزها، لذلك قرر “بيكون”، الغريب عن العلوم التاريخية، محاولة فهم هذه العلامات.
وبعد قضاء ساعات طويلة في النظر إلى صور لوحات الكهوف على الإنترنت وفي الكتب، بدأ المرمم في البحث عن أنماط متكررة وأصبح مهتماً بشكل خاص بعلامة “Y”، والتي خمن أنها قد تعني “الولادة” لأنها أظهرت خطاً جاء من اثنين آخرين.
واستنتج الباحثون من خلال حساب دورات ولادة الحيوانات الحديثة، أن عدد العلامات على اللوحات كان رقماً قياسياً، حسب الشهر القمري، لمواسم تزاوج الحيوانات، وفقاً للدراسة.