العناوين الرئيسيةرياضة

بعد قطر.. العراق يُبدع والسوري يتساءل متى دورنا ؟

شهدت مدينة البصرة العراقية الجمعة افتتاح بطولة كأس الخليج العربي بنسختها 25، وذلك للمرة الثانية على أرض بلاد الرافدين منذ 1979.

وأبهر العراق ضيوفه بحفل افتتاح عالي المستوى على أرض ملعب “جذع النخلة”، من حيث التنظيم والإبهار البصري، والفقرات الترفيهية حتى وصل الحد بالبعض لتفضيله على حفل افتتاح مونديال قطر 2022.

وفي عالم موازي تسمّر الجمهور الرياضي السوري أمام شاشات التلفزة لمشاهدة حفل الافتتاح والفرح للأشقاء العراقيين بما صنعوه لرياضتهم وبلادهم من جهة، واللطم على خد كرة القدم السورية من جهة أُخرى.

وحاول العراق الذي عانى من الخراب والدمار منذ سبعينات القرن الماضي جراء حربي الخليج، ومن ثم الاحتلال الأميركي وبعدها الاقتتالات الداخلية المستمرة لليوم، عدا عن منعه من اللعب على أرضه وبين جماهيره لعدة عقود، و رغم ذلك حاول استضافت البطولة عدة مرات بدايةً من 2013.

ولم تمنع الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد التي حالت دون استضافة نسختي 21 و23 من استمرار العراق في محاولته لإعادة الكأس الخليجية لملاعبه.

وتعاقد الاتحاد العراقي مع كبرى شركات التنظيم الرياضي العالمية لمساعدته في التجهيز للبطولة، وقام بتشييد ملعب “جذع النخلة” الذي يتسع لحوالي 68 ألف متفرج بتكلفة 550 مليون دولار، وتطوير ملعب “الميناء” وتوسعته ل35 ألف متفرج، كل ذلك في سبيل تأهيل بنية تحتية تخدم ملف البطولة والمنتخب العراقي لاحقاً.

ووقف المشجع السوري حائراً وحزيناً أمام القفزة النوعية التي حققها العراق على صعيد البنية التحتية الرياضية منذ 2014 حتى اليوم ،حيث يعتبرها الخبراء أحد أهم ركائز تطور الرياضة في أي بلد.

وتساءل السوري عن موعد التفات القائمين على كرتنا لوظيفتهم الأساسية، والتخلي عن حجج الحصار والعقوبات والحرب، حيث قال أحمد (مشجع نادي الوحدة) لتلفزيون الخبر “العراق وضعه متلنا وربما أسوء وليكهن على مدار كم سنة افتتحوا كم ملعب وهلأ افتتاح مذهل بيعادل افتتاح المونديال اذا مو أحسن”.

وطالب ناجي (مشجع نادي الأهلي) في مستهل حديثه مع تلفزيون الخبر، الاتحاد الحالي بالتوقف عن إشغال نفسه بحجب التعليقات على “فيس بوك” والاهتمام بتطوير الكرة السورية أسوةً بالعراق، فمن رأى افتتاح “خليجي بصراوي” يدرك كيف تُصنع الكُرة بعيداً عن زواريب الخلافات بين الأندية والمحسوبيات ومشاكل الحكام والملاعب والمدربين واللاعبين.

واعتبر سعد (خريج تربية رياضية) أن المنشآت الرياضية هي أهم خطوات تطوير كرة القدم فلا يمكن لدوري أن يرتقي أو منتخب يبدع طالما ملاعبه على شاكلت ملاعبنا تشعر وكأنها تحتاج ل”مدحلة تزفيت” لا حكم ولاعبين.

وينتظر الجمهور السوري على ناصية حلم النجاح لكرتنا لا ليقاتل بل ليتحسر على حاله من شدة يأسه لحدوث أي تغيير وهو يشاهد نجاحات قطر الاسيوية ومن ثم استضافتها للمونديال وما تُنجزه العراق وما قدمته منتخباتنا العربية من إبداع في كأس العالم وعلى رأسهم المغرب.

وعانت كرتنا من تراجع كبير خلال العقد الأخير نتيجة الحرب والحصار من جهة والأهم عدم الثبات الإداري الذي أنتج تغير في الاتحادات والمدربين بشكل أصبح (مضحك ومتوقع) لدى الجماهير، علاوة على تخبطات المنتخبات والأندية على صعيد الأداء والنتائج.

ويحمل كل اتحاد خلال تقدمه للانتخابات ملف رفع الحظر عن ملاعبنا وتطويرها ويبقى الحديث ضمن هذا المضمار مستمراً من الانتخابات للانتخابات، وكلما خفت وهج أي اتحاد من الاتحادات المتعاقبة أو “ضاجت” الجماهير عليه تم تحريك ملف (العودة والتطوير) إعلامياً.

يذكر أن بطولة “خليجي 25” ضمت 8منتخبات وهي الكويت والعراق والسعودية وقطر والإمارات والبحرين وعُمان واليمن وانتهى اليوم الافتتاحي بتعادل العراق وعُمان سلباً وفوز السعودية على اليمن بهدفين دون رد.

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى