تعرّف أكثر على العناصر الجديدة لقائمة التراث الثقافي غير المادي التي أدرجتها “اليونسكو” مؤخراً
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عناصر جديدة على قائمة “التراث الثقافي غير المادي”، ويُقصد بهذه العبارة الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي.
الأعواد الموسيقية
من إيران وسوريا، تمّ إدراج صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها، ويتكوّن العود من صندوق صوت على شكل كمثرى مصنوع من خشب الجوز أو الورد أو الحور أو الأبنوس أو خشب المشمش.
الخنجر العُماني
الخنجر هو جزء من اللباس التقليدي الذي يرتديه الرجال في عُمان خلال المناسبات الوطنية والدينية والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف، وهو عنصر أساسي في الثقافة العُمانية ويتطلب تصنيعه معرفة ومهارات كبيرة تنتقل من جيل إلى آخر.
ويُعلّق الخنجر حول الخاصرة ويشتمل على حزام ومقبض وشفرة وغمد وغطاء، جميعها مصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد بما في ذلك الخشب، الجلد، القماش، والفضة.
ويُنظر إلى المواد المنقوشة بتصميمات فريدة على أنها انعكاس للارتباط بالأرض، ويُعتبر الخنجر جزءاً من شعار الدولة ويلعب دوراً رئيسياً في العديد من العادات والتقاليد العُمانية، وتشير المصادر التاريخية والاكتشافات الأثرية إلى أن العُمانيين ارتدوا الخنجر منذ قرون.
المنسف: مأدبة بمعانٍ اجتماعية وثقافية
لا يمكن زيارة الأردن من دون تذوّق المنسف الذي تشتهر به البلاد، ويرتبط بنمط الحياة الزراعية الرعوية التي تتوفر فيها اللحوم ومنتجات الألبان.
وتُسلق قطع كبيرة من لحم الضأن أو الماعز مع التوابل في صلصة اللبن وتقدم مع الأرز أو البرغل أحياناً فوق طبقة من الخبز الرقيق، هذا هو المنسف الأردني، والذي أُدرج إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
لكن الشكل المغري للطبق وطعمه الشهي ليسا العاملين الوحيدين اللذين أديا إلى إدراج المنسف على قائمة اليونسكو، كون التجهيز بحد ذاته يُعدّ حدثاً اجتماعياً، حيث يناقش الطبّاخون الاهتمامات المشتركة ويسردون القصص ويقومون بالغناء فيما يعدون الطبق، وتقليدياً، يتم تناول الطبق باليد اليمنى، بينما يتم وضع اليسرى خلف الظهر.
حداء الإبل والبن الخولاني
ومن السعودية، عُمان والإمارات تم إدراج حداء الإبل في القائمة، فهو تقليد شفهي للنداء على قطعان الإبل.
هذا التعبير الإيقاعي مستوحى من الأشعار، ويستخدم الراعي مستودعاً فريداً من الأصوات التي اعتادت الإبل عليها لتوجيه القطعان عبر الصحراء أو المراعي إلى منطقة للشرب والتغذية والتحضير للحلب.
ويدرب الرعاة جمالهم على التعرّف على الفرق بين اليمين واليسار، وفتح أفواههم عند الطلب والركوع للأسفل لتُركب.
ومن السعودية أيضاً، تم إدراج المعارف والممارسات المرتبطة بزراعة البن الخولاني، وتنمو الثمرة بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من الزراعة، ويتم حصادها باليد وتركها لتجف.
وتوضع الثمار المجففة على طاحونة حجرية كبيرة مسطحة، ويقوم حجر أسطواني بقشرها، ويفصل الحبة عن القشرة الخارجية، وتزرع قبائل “الخولاني” حبوب البن لأكثر من 300 عام، وقد نقلت المهارات والتقنيات إلى الأجيال الشابة.
ويُنظر إلى القهوة على أنها رمز للكرم في السعودية، وتُعتبر خدمة الضيوف وتكريمهم بحبوب البن التي تُحصد من المزارع الخاصة، علامة على الشرف والاحترام.
مصر ورحلة العائلة المقدسة
تخلّد المهرجانات المتعلّقة برحلة العائلة المقدسة في مصر ذكرى رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر هرباً من اضطهاد الملك “هيرودس”.
وفي كل عام، تحي ذكرى هذا الحدث من خلال مهرجانين يشارك فيهما المصريون، بأعداد كبيرة، بمن فيهم مسلمون ومسيحيون أقباط من جميع الأعمار، والمهرجان الأول يُسمّى “عيد مجيء العائلة المقدسة إلى مصر”، هو حدث يستمر ليوم واحد، ويُقام بشكل عام بداية حزيران.
والمهرجان الثاني يسمّى “عيد العذراء”، وهو وليمة تقام في بلدات ومدن عدة بما في ذلك في درنكة والقاهرة بين أيار وآب، وتشمل الأنشطة الغناء، الألعاب التقليدية، الرسم على الجسم، وإعادة تمثيل الرحلة والمواكب الدينية والعروض الفنية ومشاركة الأطعمة التقليدية.
يُذكر أنه من بين العناصر الأخرى التي أدرجت على قائمة التراث الثقافي غير المادي لهذا العام أيضاً، الشاي الصيني، الرغيف الفرنسي (الباغيت)، الرقص العصري من ألمانيا، وقرع الأجراس يدوياً في إسبانيا.
تلفزيون الخبر