الأطفال في مناطق سيطرة المتشددين بإدلب يختنقون ب”الحراقات”
شهدت بلدات ريف إدلب حالات عديدة تعرض فيها أطفال لاختناقات وذلك بعد استنشاقهم الروائح المنبعثة من عملية تكرير النفط بالطريقة البدائية المعروفة باستخدام ما يسمى بـ “الحراقات”.
وبحسب صحيفة “معارضة”، فإن المسلحين ممن يسيطرون على المدينة وريفها أعادوا تشغيل هذه “الحراقات” التي سببت حالات الاختناق ومشاكل في الأجهزة التنفسية وخصوصا للأطفال.
وقال أب أحد الأطفال الذين مرضوا للصحيفة نفسها “صرلو عشرة أيام بهالحالة، من دكتور لمستشفى ما عم ينيمنا الليل، سعلة وحرارة وكلو بسبب حراقات المازوت يلي معبية الدنيا، ولهلأ ما عندو تحسن واضح”.
و”الحرّاق” هو مكان يتم تجهيزه في الأراضي الزراعية، وعلى الطرق بين القرى والبلدات، لتتم فيه عملية تكرير النفط الخام بشكل بدائي، واستخراج مشتقاته، وكانت بداية انتشاره مطلع عام 2013، وخاصة بعد خروج أغلب آبار النفط عن سيطرة الدولة السورية،ما دفع بالمسلحين الذين سيطروا على آبار النفط لاستخدام العملية البدائية لتكرير النفط بالاعتماد على “الحرّاقات”.
وبعد سيطرة تنظيم “داعش” على آبار النفط في المنطقة الشرقية، أصبحت المحروقات تأتي مكررة وجاهزة للاستخدام من مناطق التنظيم، الأمر الذي أدى إلى انحسار الحرّاقات وتراجع وجودها بشكل كبير، لتستأنف نشاطها مجددًا في الشهور الأخيرة.
وبحسب الصحيفة “المعارضة”، فإن إعادة تشغيل الحراقات في ريف إدلب جاء بعد التطورات العسكرية في ريف حلب الشرقي، وخاصة مع انتهاء خطوط التماس بين “داعش” و”الجيش الحر”، أصبح من الضروري أن تمر الصهاريج المحملة بالمحروقات من مناطق منبج الخاضعة لسيطرة الكرد، والذين بدورهم سمحوا بمرور النفط الخام دون المحروقات المكررة إلى مناطق إدلب.
يذكر أن الانبعاثات السامة للحراقات، والتي عدا عن كونها ملوثا للبيئة، فهي مسبب رئيسي لحدوث آفات تنفسية، واستنشاقها هو سبب مباشر أو غير مباشر لأمراض القصبات والرئة ومنها التهاب القصبات الشعري، والسرطانات الرئوية والكبدية والدموية وغيرها، فضلًا عن كونها عاملًا مساعدًا في اشتداد الأمراض المزمنة الرئوية والقلبية والتحسسية، ومعظم ضحاياها من الأطفال.