بعد عام على غيابه.. محبّوه يردّدون “جلّ من سوّاك يا صباح فخري”
“إنت أحلى الناس في نظري جلّ من سوّاك يا صباح فخري”.. بهذه الكلمات استذكر محبي أسطورة الغناء الأصيل الفنان الراحل صباح فخري بمنشورات متعدّدة على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم 2 تشرين الثاني في ذكرى رحيله.
وودعت سوريا، العام الماضي، أحد أهم أعمدتها وواحد من أهم رموز الطرب العربي الأصيل الذي تربّع على عرش غناء القدود الحلبية، الفنان صباح فخري، بعد أن وفاته المنية عن عمر يناهز 88 عاماً.
وتوفي “فخري” أشهر من غنى الموشحات، بعدما توقف قلبه عن النبض في دمشق بحالة وفاة طبيعية، وفق ما أفادت عائلته، فيما ترك حزناً كبيراً في قلوب الكثيرين، واعتبر البعض أنه خسارة كبيرة للفن السوري والموسيقا العربية”.
واشتهر “فخري” المولود عام 1933 في مدينة حلب بوصلاته الفنية الطويلة على المسرح، حيث سجل رقماً قياسياً من خلال غنائه مدة تتجاوز عشر ساعات متواصلة دون استراحة في مدينة كراكاس بفنزويلا 1968، بحسب “سانا”.
وشغل الفنان الراحل مناصب عديدة، إذ انتخب نقيباً للفنانين ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب ومديراً لمهرجان الأغنية السورية، ثم قلد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007 تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل.
وأنشد ابن حلب القديمة أول حلقة مدفوعة الأجر وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، ثم ازداد تعلقه بالإنشاد والتجويد من خلال مجالسته كبار منشدي الطرب الأصيل.
ولم يكد صباح فخري يبلغ الثانية عشرة من عمره حتى وجد نفسه يغني في حضرة رئيس الجمهورية السورية آنذاك شكري القوتلي خلال زيارته إلى حلب عام 1946 الأمر الذي كان بمثابة محطة مصيرية في حياته.
وبدأ “فخري” أول تجربة مع التلحين في الرابعة عشرة بأنشودة ( يا رايحين لبيت الله / مع السلامة وألف سلام / مبروك عليك يا عبدالله / يا قاصد كعبة الإسلام).
وغنّى “فخري” مع الفنان رفيق سبيعي وصباح الجزائري، حيث سجل ما يقرب من 160 لحناً ما بين أغنية وقصيدة ودور وموشح وموال، واشترك مع الفنانة وردة الجزائرية في المسلسل الاستعراضي اللبناني الوادي الكبير عام1970، محافظاً على التراث الموسيقي العربي الذي تتفرد وتشتهر به حلب.
ومن أشهر أغاني “فخري” “مالك يا حلوة مالك” و”خمرة الحب اسقنيها” و”قدك المياس”، و”يا طيرة طيري يا حمامة”، و”آه يا حلو”، و”ابعتلي جواب”.
كما غنى “فخري” في كثير من المهرجانات مثل “جرش” لبنان، والعراق بمهرجان الربيع في الموصل عام 1979 ولعدة سنوات، وتونس بقرطاج، سوسه ، حلق الواد، وأيضاً في صفاقص المغرب “فاس”، وفي مصر بمهرجان الموسيقى العربية، إضافة إلى فرنسا، وغيرها.
يشار إلى أن اسم صباح فخري لم يكن اسم الفنان الحقيقي، وإنما جاء تقديراً لفخري البارودي الذي رعى موهبته التي ظهرت منذ الصغر، علماً أن اسمه الحقيقي هو صبحي أبو قوس.
تلفزيون الخبر