موجوعين

“عبد الله الإرهابي” .. لم تقتله “ اسرائيل “ ولا “ داعش “

“الليلُ وعبد الله أقارب .. العرق البارد والنار وحزن الأيام وعبد الله أقارب ..يفهم في اللج .. وأفضل من يصنع مجذافين ولا يملك قارب “ قالها النواب يوماً ، واليوم يذبح عبدالله ، الطفل الفلسطيني ، بدم بارد على مرأى العالم ومسمعه ، غير أن عبد الله لم يكن مقاتلاً ، كان طفلا صغيرا ، مريضاً وفقيرا.

وأقدم مسلحون تابعون لحركة “ نور الدين الزنكي “ المصنفة أميركياً على أنها “ معتدلة “، يوم الثلاثاء، على ذبح طفل فلسطيني يرتدي زياً مدنياً بدمٍ بارد لايتجاوز عمره الـ 12 عاما في مدينة حلب

وفي التفاصيل، خلال أحد تسجيلات الفيديو المنشورة عبر صفحات التواصل الاجتماعي قال المسلحون أن الطفل تم أسره خلال الاشتباكات التي دارت بين المسلحين ووحدات الجيش العربي السوري الذي تؤازره عناصر تابعة للواء فلسطيني مقاتل في منطقة حندرات اثناء عملية الجيش التقدم في المنطقة

المشهد أثار ضجة كبيرة في الشارع الحلبي بعد ما نشره المسلحون عبر مقطع الفيديو أن الطفل تم أسره خلال المعارك وعن مصير الطفل الذي تظهر عليه علامات المرض من خلال وجود كيس سيروم موصول بأوردته

لم تمضِ ساعتين على نشر مقطع الفيديو الأول حتى نشر المسلحون مقطعاً آخر يُظهر عملية ذبح الطفل بالسكين من قبل مسلحين تابعين لحركة” نور الدين الزنكي “ المصنفة أميريكياً على أنها “ معتدلة”

من جهة أخرى أصدرت قيادة اللواء الفلسطيني بياناً قالت فيه أنه بعد التقصي عن الطفل تبين أنه طفل فلسطيني اسمه عبد الله عيسى 12 عاماً يعيش في منطقة المشهد مع عائلته التي هي واحدة من ضمن عدة عائلات فقيرة تعيش في تلك المناطق ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الارهابيين

وجاء في البيان أن الطفل مريض بدليل وجود السيروم بيده وقد تم اقتياده من قبل عناصر ارهابيي ( نور الدين الزنكي ) وذبحه بطريقة شنيعة بذريعة أنه مقاتل ضمن صفوف اللواء

وأكد البيان على أن هذه الجريمة القذرة بحق الطفولة مرفوضة جملة وتفصيلاً مهما كانت جنسية الطفل، وهذا الطفل تحديداً كان ذنبه الوحيد أنه فلسطيني ومن قام بذبحه هو إرهابي فقد شقيق له في المعارك التي دارت في جبهة مخيم حندرات ومقطع الشاهر

وبدوره نفى قيادي في اللواء لتلفزيون الخبر أن يكون الطفل مجنداً في صفوف اللواء مؤكداً جميع المقاتلين في اللواء يرتدون البدلة العسكرية وليس الثياب المدنية

وأضاف ” نقوم حالياً في البحث عن أسرة الطفل ومعرفة قصته والمكان الذي خطف منه، مرجحاً أن يكون الطفل من السكان الباقين في المخيم أو قد تم أسره في وقت سابق وجرى ذبحه الآن لإثارة الذعر في الوقت الذي يحقق فيه الجيش العربي السوري ولواء القدس تقدماً كبيراً على جبهة حندرات “

وتعتبر الجريمة التي ارتكبها مسلحو حركة نور الدين الزنكي ” المعتدل ” بحق الطفل الفلسطيني عبدالله عيسى 12 عام جريمة حرب في كافة الأعراف الدولية مهما كان سبب وتوقيت أسره، الأمر الذي يؤكد الإيديولوجيا المجرمة التي رسختها الحرب في عقول المسلحين، الذين تعتبرهم أمريكا معتدلين

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في دعم “حركة نور الدين الزنكي” المحسوبة على “المعارضة المعتدلة” في سوريا، حال إثبات صحة الأنباء عن قيام إرهابيي الحركة بذبح طفل في سوريا.

وقال المتحدث، في مؤتمر صحفي: “إذا حصلنا على أدلة تؤكد أن ذلك حدث بالفعل، وأن هذه الحركة متورطة في ذلك، فسيتسبب هذا بوقف تقديم شتى أنواع الدعم لها”.

هذا الطفل الصغير ، لم تقتله “ أسرائيل “ ولا “ داعش “ وإنما مسلحو أمريكا ، أتباعها في سوريا ، الذين تقدم لهم كل الدعم والسلاح ، لصناعة الحرية في سوريا ، حرية حمراء مصبوغة بدماء الأطفال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى