فلاش

بين “داعش” و”أمريكا”.. سد الفرات في خطر

ما بين ضربات “ التحالف “ التي تقوده أمريكا له ، وبين خطر تفجيره من قبل “ داعش “ ، يقف سد الفرات منتصباً ، مانحاً الخير ، ومانعا الموت عمن عاشوا بخيراته على مدى أكثر من ٤٠ عاماً .

وكانت ضربات “ التحالف الدولي “ أثرت بسد الفرات ، الأمر الذي دفع وكالة “ أ ف ب “ لنشر تقرير عن ازدياد المخاوف بين المزارعين المقيمين على ضفاف نهر الفرات من أن يقوم تنظيم “داعش” بتفجير سد الطبقة في ريف الرقة الجنوبي دفاعاً عن معقله الأبرز مدينة الرقة .

ونقلت وكالة “أ ف ب” في تقرير لها عن “تخوف سكان القرى والبلدات الواقعة غرب مدينة الرقة من أن يقوم تنظيم “داعش” بتفجير سد الطبقة الذي يحتجز المياه على بعد أربعين كيلومتراً من مدينة الرقة، في محاولة لعرقلة تقدم خصومهم”.

وذكرت “أ ف ب” عن أحد المواطنين قوله: “إذا نفذ التنظيم تهديده بتفجير أو إغلاق بوابات سد الفرات، فإن كامل المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات مهددة بالغرق عن بكرة أبيها”.

كما نقلت “أ ف ب” عن مصدر رسمي زعمت أنه يعمل في إدارة السد قوله أنه “إذا طالت معركة سد الفرات، سيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة جداً على جسم السد وعمله”، محذراً من أن “طول فترة المعارك قد يؤدي إلى إجبار الفنيين العاملين داخله على الفرار، وهو خطر إضافي لأن السد لا يمكن أن يترك دون إدارة وتحكم فني”.

ويقع سد الطبقة على بعد 500 متر من مدينة الطبقة التي تعد معقلاً لتنظيم “داعش” ومقرا لأبرز قياداته، والمدينة تعرضت لهجوم من “قوات سوريا الديموقراطية” ذات الأغلبية الكردية، التي أصبحت على بعد أقل من 5 كم عن السد.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير الشهر الماضي بأن مستوى المياه في نهر الفرات ارتفع إلى علو عشرة أمتار منذ شهر كانون الثاني الماضي، عازية هذا الارتفاع جزئياً إلى الأمطار الغزيرة والثلوج، وكذلك إلى غارات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالقرب من مدخل السد.

وحذرت الأمم المتحدة من أنه من شان أي ارتفاع إضافي في منسوب المياه أو ضرر يلحق بسد الطبقة أن يؤدي إلى فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء الرقة وصولا حتى دير الزور.

ولا يقل خطر “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتخدة الأمريكية عن خطر تنظيم “داعش” فيما يخص الدور الذي تلعبه في احتمال انهيار السد، فالتحالف كان استهدف بحجة “داعش” العديد من المناطق الحيوية.

استهدافات “التحالف” كان للسدود، والجسور الاستراتيجية والمنشآت الحكومية الخدمية، حيث تم توجيه ضربات ممنهجة لإضعاف المنطقة الشمالية الشرقية في سوريا.

ومن الجدير بالذكر أن كميات المياه المخزنة في سد الفرات تبلغ أكثر من 14 مليار متر مكعب، على حين يخزن سد البعث الذي يقع على بُعد 27 كيلومتراً شمال سد الفرات، أكثر من تسعين مليون متر مكعب من المياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى