العناوين الرئيسيةمجتمعوثائقي
من هو ميخائيل غورباتشوف؟
توفي مساء الثلاثاء أخر رئيس للإتحاد السوفيتي ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف عن عمر يناهز 91 عاماً بعد صراع طويل مع المرض في العاصمة الروسية موسكو.
وولد “غورباتشوف” في أذار 1931 لعائلة روسية/أوكرانية وكان والداه يعملان في مزارع الدولة الجماعية حيث بدأ بقيادة آلات الحصاد الضخمة وهو ما زال في سن المراهقة وأصبح عند تخرجه من جامعة موسكو الحكومية 1955 عضواً فعالاً في الحزب الشيوعي وفي عام 1961 عُين أميناً عاماً مناطقياً ل”عصبة الشيوعيين الشباب” كما اختير مندوباً للمشاركة في مؤتمر الحزب العام.
وفي عام 1970 تم تعيينه سكرتير أول للحزب الشيوعي في إقليم “ستافروبول” وسكرتير للمجلس السوفيتي الأعلى 1974 وعضواً في المكتب السياسي 1979.
وكان من المتوقع أن يخلف “غورباتشوف” الأمين العام “اندروبوف” بعد وفاته 1984 ولكن الحزب اختار بدلاً منه قسطنطين تشيرنينكو أميناً عاماً له وفي 1985 تولى “غورباتشوف” منصب أمين عام الحزب ليكون أصغر الأمناء العامين سناً في تاريخ السوفييت وأول أمين عام لم يعاصر “الثورة البلشفية” عام 1917.
سياسته في إدارة الحكم
نُظر ل”غورباتشوف” آنذاك خصوصاً من الغرب على أنه رمز التجديد والحريات في الاتحاد السوفيتي بعدما أشار في خطاب توليه منصبه إلى أن الاتحاد السوفيتي يحتاج إلى “بيريسترويكا” أو “إعادة هيكلة” في الشق الاقتصادي والحل عبر “غلاسنوست” أو الانفتاح.
وأدت سياسات “غورباتشوف” إلى احتجاجات اجتاحت دول الكتلة السوفييتية في أوروبا الشرقية الشيوعية مثل كازاخستان ولاتفيا وليتوانيا وأستونيا إضافة لسماح حكومة ألمانيا الشرقية السوفيتية لمواطنيها بالعبور لألمانيا الغربية 1989 وهنا لم يبد “غورباتشوف” أي ردة فعل عسكرية كغيره من القيادات السوفييت ما تسبب بالإطاحة به في 1991 من قبل معارضين له بالحزب الشيوعي.
توجهاته مع الغرب
كان “غورباتشوف” منفتحاً في علاقاته مع الغرب قبيل تسلمه منصب الأمين العام للحزب الشيوعي وخلاله حيث تمتع بعلاقات قوية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا الغربية وشارك في سلسلة محادثات مع الرئيس الأميركي رونالد ريغان وقام بتوقيع معاهدة مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية في عام 1987 وأعلن انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان في عام 1989 كما لعب دوراً بإعادة توحيد ألمانيا وإنهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب.
محاولاته في العودة للسياسة وعلاقته مع “بوتين”
قام “غورباتشوف” بمحاولة واحدة فاشلة للعودة إلى الحياة السياسية في روسيا عام 1996 حيث حصل على 0.5% فقط من الأصوات في الانتخابات الرئاسية وأسس الحزب الاجتماعي الديمقراطي في روسيا 2001 واتحاد الديمقراطيين الاجتماعيين 2007 والحزب الديمقراطي المستقل 2008.
وشابت علاقة “غورباتشوف” مع الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين صعود ونزول متكرر حيث انتقد سياسة حكمه بقوله “إن الحياة السياسية في روسيا تتحول بشكل متسارع الى ديمقراطية زائفة يحمل فيها الجناح التنفيذي كل السلطات” لكنه دافع من جانب آخر عن الاستفتاء الذي ضمت روسيا بموجبه شبه جزيرة القرم في عام 2014 ودعم خطوة “بوتين”.
وقال المتحدث باسم “الكرملين” دميتري بيسكوف تعليقاً على وفاة “غورباتشوف” أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن أعمق تعازيه في وفاة الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف”.
وواجه “غورباتشوف” اتهامات عدة بتسببه في انهيار الاتحاد السوفيتي بلغت ببعض نواب مجلس “الدوما” الروسي (البرلمان) إلى المطالبة بمقاضاته.
يذكر أنه تم منح “غورباتشوف” ميدالية “أوتوهان” للسلام في 1989 وجائزة “نوبل” للسلام في عام 1990 وجائزة “هارفي” في 1992 و”وسام الحرية” الأميركي 2008 إضافة إلى العديد من شهادات الدكتوراه فخرية من جامعات متعددة.