“الأنامل السحرية” أول فرقة لموسيقا “الروك” في اللاذقية.. لم يبق منها سوى أغانيها الجميلة
جيل الثمانينات، جيل الزمن الجميل، هذا ما أطلق عليه كل من عاصره، وفي مدينة اللاذقية، ومن قلب أحيائها الصغيرة، في شتاءٍ ماطر، ظهرت فكرة لتشكيل فرقة الأنامل السحرية، ليكون العام 1979 تاريخاً لتشكل أول فرقة لموسيقا الروك في اللاذقية.
أبناء هذه المدينة الصغيرة، وجدوا أن سكان مدينتهم يستحقون موسيقى جميلة، وكانت أعياد الميلاد وحفلات رأس السنة ملاذاً لهم لتقديم أغنياتهم، وفي الجهة الغربية من المدينة، وعلى شاطئ البحر استمع سكان اللاذقية لفرقة الأنامل السحرية في ليالي صيفهم الحار.
“لما بسمع صوتك”، “نام ياقلبي”، “أمان الحب”، “اشتقت لعيونك”، وغيرها من الأغاني التي حفظها سكان اللاذقية في تلك المرحلة، ورددوها جيلاً بعد جيل، كانت من تأليف وتقديم فرقة الأنامل السحرية.
الفرقة التي أسسها محمد درويش عازف كيتار بيز، ومصطفى ريحاوي عازف كيتار سولو، وانضم معهم في نفس العام يحيى سباهية كيبورد، ومالك شخاشيرو درامز، ومصطفى يوزباشي كعازف كيتار سولو ومطرب غربي .
ويتحدث الفنان يحيى سباهية عازف الكيبورد في فرقة الأنامل السحرية لتلفزيون الخبر ويقول: “بدأت فرقة الأنامل السحرية باللون الغربي والفرانكو، في تحدٍ كبير لتقديم لون غنائي مختلف عما اعتاد عليه الناس، وفي العام 1980 أصدرت الفرقة أول ألبوم لها، وكان بعنوان “نام يا قلبي” الذي حقق نجاحاً كبيراً على مستوى سوريا والوطن العربي”.
وأضاف سباهية: “في العام 1982 انخفض عدد أعضاء الفرقة، و أصيب البعض بالحزن نتيجة مغادرة مصطفى ريحاوي ومحمد درويش الفرقة، لظروف الهجرة والعمل، وبعد فترة من الزمن انضم إلى فرقة الأنامل السحرية عدة عازفين بيز كيتار كقدري حماش، وأنور عبد القادر، وعبد الله طليع (عبود ) الذي استمر حتى انتهاء فرقة الأنامل السحرية”.
ويطلق سباهية العنان لمذياعه الصغير ليملأ المكان بموسيقى أغنية “نام يا قلبي” ويقول ” لم أكن أتوقع أن تنتهي قصة الأنامل السحرية، بعد النجاح الكبير الذي حققته في اللاذقية، كنا نغني في الأزقة وعلى طرقات السفر، وفي أعياد الميلاد، وتحت أشجار الميلاد وزينتها”.
ويقول: “كانت أغانينا تملأ شوارع المدينة الصغيرة، إلا أنه وفي منتصف التسعينات انتهت تسمية الأنامل السحرية، وسلك كل عضوٍ من أعضاءها طريقه الخاص”.
ويتابع: “أصدت الأنامل السحرية ألبومين حققوا نجاحاً كبيراً، وهما “على مهلك”، “ياقمر سلّم”، سجلنا الألبوم الأول في شاليه على البحر، وعلى آلات تسجيل بسيطة جداً، و جميع الأغاني كان يكتبها مصطفى يوزباشي لحبيبته، وكان الكاسيت متل رسالة حب أراد أن يوصل حبه لها عن طريقه”.
وعن أسباب توقف الفرقة عن العمل يقول سباهية لتلفزيون الخبر “قدمت فرقة الأنامل السحرية موسيقى ملتزمة كانت مواكبة لثقافة الناس في تلك الفترة، ومزاجهم في الاستماع والغناء”.
ويتابع: “فترة الثمانينات تعتبر فترة طفى فيها العامل الثقافي، وأحب الناس الموسيقى الراقية الملتزمة البسيطة، هذا ما ساعد فرقة الأنامل السحرية على البقاء والاستمرار في تلك المرحلة”.
أما حالياً ومع الاختلاف الكامل للثقافة الغنائية، وانتشار الأغنية الشعبية، “أصبح تشكيل فرقة كفرقة الأنامل السحرية أشبه بالمستحيل، خاصة مع كثرة المطربين الشعبيين، وإقبال الناس على سماع أغنياتهم”، بحسب سباهية.
وتبقى فرقة الأنامل السحرية ذكرى جميلة لماضيٍ بعيد، استطاع بعض من شبان اللاذقية بأدواتهم البسيطة أن يثبتوا موهبتهم، وينقلوا إحساسهم إلى جمهورٍ كبير مازال يردد أغنياتهم إلى الآن، بينما يبقى الأمل معلّقاً في الشبان الجدد والمواهب الجميلة، أن تستمر بتقديم أجمل ما لديها وألا تتحول إلى ذكرى من ذكريات السوريين.
سها كامل – تلفزيون الخبر