ماذا فعلت “العيدية” بالطفلة سماح في دمشق ؟
استيقظت الطفلة “سماح” التي تبلغ من العمر 10 سنوات في صباح أول أيام العيد في إحدى أحياء منطقة كراج الست في دمشق، ثم ارتدت الفستان شبه الجديد الذي اشترته لها والدتها من سوق “البالة”، ولبست الحذاء الذي ورثته عن أختها الكبيرة وبابتسامة “عشر أشبار” انطلقت تجوب للمنزل مطالبة بالـ “عيدية”.
وقالت والدة الطفلة واسمها “سمر” (40 عاماً) لتلفزيون الخبر: “فاجأتني سماح عند طلبها العيدية، حيث جاءت مسرعة من غرفتها تريد المال وأنا من حوالي شهرين أحاول أن اشتري لها فستانا”.
وذهبت “سماح” تستعطف عمّتها لتحصل على (500 ليرة سورية كاملة) بعد أن خبّأتها تحت قبعتها، وفاجأتها بها، بحسب والدتها.
وتابعت “سمر”: “سبقت سماح جميع اخوتها في التعبير عن الحب والود لوالدها (الموظف) لأنها لطالما سرقت قلبه بحركاتها و مفرداتها لتحصل منه في نهاية المطاف على 1500 ليرة سورية”.
وأضافت “سمر”: “خرجت سماح مسرعة لتحظى بيوم كامل من السعادة مع أصدقاء الحي في اللعب بالمراجيح وشراء الحلوى والعصائر، إلا أنها عادت باكية لأنها لم تستطع فعل أي شيء ذو قيمة بالـ 2000 ليرة سورية”.
وقال والد الطفلة “سامي” (48 عاماً): “لا يستطيع المرء الالتفاف على الحقيقة التي يلامسها في هذه الأيام، فالكثير من الأشخاص ينظرون إلى العيد على أنه غير مقبول في ظل الأوضاع المعيشية السيئة وليس له معنى”.
وقالت عمة الطفلة “روان”: “ربما بات الجميع يحتاج إلى عيدية في هذه الأيام القاسية ولم يبق بمقدورنا سوى جمع مشاعرنا الجميلة وتبادلها مع أطفالنا”.
وبات الأطفال على مر العصور ينتظرون “العيدية” من عائلاتهم، التي أصبحت بمثابة سياق اجتماعي متفق عليه في البلاد العربية
وكانت “الفراطة” أي العملة النقدية المعدنية في سوريا لها قيمة كبيرة في العيد، على عكس هذه الأيام التي يعاني فيها الأهل بإرضاء أطفالهم من خلال أي مبلغ يذكر.
وتراجعت الأوضاع الاقتصاديّة في سوريا مع ضغوطات الحرب لتساعد على تراجع فكرة “العيدية” وتحويلها إلى أشكال عينيّة غير نقديّة تكون أقلّ كلفة أو حتى اندثارها إلى الأبد عند الكثيرين من متدني الدخل بالرغم من قيمتها الرمزيّة والمعنوية وصورتها عن العيد وأجوائه.
واختلف وجه العيد بعد الحرب على سوريا ولم يقتصر على فقدان “العيدية”، بل قلّت مظاهر الزينة بالملابس وهجرت الحلويات الكثير من المنازل على عكس ما كان يتباهى به السوريون في العيد بكرمهم وتضحيتهم للمحتاجين في تأمين الحد الأدنى من مستلزمات العيد.
يذكر أن مظاهر العيد قبل (11عاماً) كانت تضج بزيارات الوافدين بين الأهل في المحافظات وتبادل التهاني، وكانت الساحات تضج نشاطاً وفرحاً دون التفرقة بين الغني والفقير.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر