العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

التريند السوري .. ديالا غريب ابنة حي الزهراء تروي رحلتها إلى التفوق 

يعتبر التفوق مطمح الجميع، ورغبة يسعى وراءها كل شخص على اختلاف وضعه المادي، وإن كان بحوزة ذوي الدخل المرتفع عدة وسائل مساعدة لتحقيق ذلك، إلا أن أصحاب الدخل الأقل يتغلبون على الكثير من الصعاب بالعزيمة والإرادة القويتين.

وتمثل الطالبة ديالا غريب، ابنة حي الزهراء بحمص، نموذجاً يحتذى به للعزيمة وحب التفوق، رغم عدة صعاب واجهتها خلال رحلة دراستها وتقديمها لامتحان الشهادة الثانوية، فلم تمنعها من حصد العلامة شبه التامة بمجموع قدره 239.1 علامة بالفرع العلمي.

تروي ديالا لتلفزيون الخبر رحلتها خلال العام حتى صدور النتائج ” بدأت تحضيرات الشهادة منذ بدء فصل الصيف، واعتبرت أن الامتحان قد بدأ منذ ذاك الوقت، وعندما بدأت المدرسة استهلكت ساعات الدراسة بساعاتها ودقائقها، وساعدني كل المدرسين في مدرسة نظير نشيواتي بذلك”.

وتابعت ديالا ” لا أخفي أن بعض لحظات الخوف انتابتني نتيجة الضغط الإجتماعي، لاسيما انتظار البعض لفشلي، لكنني واظبت على الدراسة ليل نهار طمعاً بالنجاح ومحاربة الإنكسار تحت أي ظرف كان”.

وعن ضغوطات وصعوبات الدراسة، قالت ديالا لتلفزيون الخبر أن” الوضع المادي الصعب كان كبيراً وما رافقه من نقص بالتدفئة بالدرجة الأولى، حيث وصلت للحظة لم أستطع بها مسك القلم، وغيرها من الظروف التي يحتاجها كل طالب، رغم قيام أمي بجهود جبارة وبكل طاقتها”.

وأردفت ديالا” انتظرت النتائج بغارغ الصبر، رغبة مني برؤية ثمرة التعب وجهد أمي، وإدخال السرور إلى قلبها وقلب إخوتي، وعند صدور النتائج كنت في العمل عندما تلقيت اتصالاً بالعلامة التي حققتها، وعندها انهارت أعصابي وبدأت البكاء أنا وكل من حولي”.

وتابعت ديالا” بدأت بالعمل في مستودع أدوية بمجرد انتهاء الإمتحانات، وأجد بذلك شعوراً جميلاً لا يوصف، رغم استغراب الجميع من حولي كوني حققت مجموعاً شبه تام، إلا أن قناعتي هي أن العمل زينة للإنسان، إضافة لرغبتي برد الجميل لأمي ومساعدة إخوتي”.

وتخص ديالا شكرها لوالدتها وقالت أن” هذا التفوق لم يكن ليتحقق لولا تعبها وبردها وسهرها الدائم خلال العام، وبذلها أقصى ما تستطيع لتأمين ما يمكنها من متطلباتنا رغم غلاء المعيشة، كما كانت توصلني كل يوم المدرسة خلال أيام الدوام والفحص، لذلك بالنجاح لها بالدرجة الأولى، وهي التي كانت تجوب المكتبات على قدميها لتؤمن لي الأوراق لأدرس بها”.

وتوجه ديالا رسالة لكل الطلاب عبر تلفزيون الخبر بأنه” لا مستحيل أمام التصميم والإرادة، وكل ما يضع حلمه أمام عينيه سيصل إليه مع الجهد والتعب ورفض الاستسلام للظروف، حيث أنني بدأت خطوتي الأولى نحو تحقيق حلمي وهو أن أكون طبيبة بشرية في المستقبل وأسمع اسمي بعبارة الدكتورة ديالا”.

بدورها، تروي أم ديالى لتلفزيون الخبر صعوبات العام وقالت ” قاتلت أنا وبناتي الثلاثة على كل الجهات من الفقر والبرد ومتطلبات الدراسة، وعانينا من صعوبات كبيرة لا يمكن وصفها، إلا انه توجب علي أن اكون قوية كي لا تضعف بناتي”.

وتابعت الأم ” كنت استيقظ ليلاً على موعد وصل الكهرباء كي أؤمن لهم الطعام لليوم الثاني، و رغم كل ما كان يحصل معنا إلا أنه توجب علي تقويتهم، ورفع معنوياتهم بشتى الطرق واستخدام الكذب الأبيض أحيانا ً”.

وأردفت والدة ديالا” لا أخجل من القول أنني عملت عملاً شاقا في متجر قريب، إضافة لعمل آخر كمربية أطفال اقوم برعاية أطفال، وكنت أجوب المكتبات لطلب الأوراق الزائدة عن حاجتها كي تقوم بناتي بالدراسة وتحقيق النجاح “.

وختمت أم ديالا بتوجيه رسالة عبر تلفزيون الخبر لكل أهالي الطلاب أنه” من أكثر الأمور اهمية هو شعور طفلك بدعمك له، حيث كان الكثيرون من زملاء ديالا يشعرون بالغيرة والحزن أثناء ذهابي وعودتي معها يومياً خلال للفحص، وبكل صدق اختفى كل التعب بنجاح ابنتي، حيث ما زلت تحت صدمة هذا التفوق والذي أصفه بالمعجزة”.

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى