أغرب أساليب الغش في الامتحانات بين الماضي والحاضر
اختلفت طرق الغش في الامتحانات خلال أيامنا هذه عن تلك التي واكبها جيل مسرحية “مدرسة المشاغبين”، وانتقل الطالب المقصّر في دراسته من قوله “أنا عاوز جُملة مفيدة” إلى “أنا عاوز طريقة جديدة”، ليتمكّن من اجتياز امتحاناته بنجاح دون أن يتعب في الدراسة أو أن يتعرض لأي نوع من المساءلة أو العقاب.
وابتكر بعض الطلاب وسائل غير تقليدية للغش مثل الطالبة “رولا” (32 عاماً) التي كتبت شواهد وأبيات شعر برسم الزخارف على ذراعها باستخدام مادة الحناء للتخلّص من امتحان اللغة العربية الذي كانت تجده عقبة، قائلة لتلفزيون الخبر: “لم يتمكن أحد من اكتشافها، ثم تابعتً مسيرتي وحصلت على إجازة من كلية التجارة والاقتصاد”.
واقتربت “كريستين” (26 عاماً) من “إبداعات” سابقتها دون دراسة باستخدام اللغة (الفافاوية) المعروفة بين جيل نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، قائلة لتلفزيون الخبر: “كتبتً على قدمي اليسرى عبارات من مادة التاريخ وبين الحرف والآخر كتبت حرف الفاء مثل كلمة جميلة التي تصبح (جفمفيفلفة)، ونجحت بالامتحان إلى أن وصلت لكلية الآداب!”.
وتجاوز “كنان” (28 عاماً) فكرة الغش غير القانونية، وأصبح الآن خريج المعهد السياحي بعد أن سارع إلى شراء كنزة بيضاء في فحص (البكالوريا) وكتب عليها معادلات الكيمياء بالقلم الأسود العريض، واجتاز امتحانه، قائلاً لتلفزيون الخبر: “أحياناً يحتاج الطالب في الامتحان أن يتذكّر أول كلمة!”.
التطور “متورّط” في الغش:
وتطورت طرق ووسائل الغش في جميع أنحاء العالم، فعزف الطلاب عن استخدام الطرق التقليدية مثل الكتابة على الأيدي أو على الجدران والمساند أو حتى عمل “راشيتّة”، بل ظهرت وسائل جديدة يمتهنها البعض مثل الأقلام السحرية.
ويعتمد القلم السحري على طرف معدني وعند سحبه تظهر ورقه صغيرة يستطيع الطالب تغييرها بسهولة، بحيث يكون حجم الخط صغير حتى تحمل أكبر قدر ممكن من المعلومات.
وكانت أيضاً النظارات الطبية المبتكرة ضمن قائمة هذه الأدوات، فهي تحتوي على سماعة لاسلكية صغيرة جداً لا ترى بسهولة وبمنتصفها كاميرا تصوّر ما ينظر له الطالب في ورقة الأسئلة ثم يتم تلقينه الإجابات من خلال السماعة.
ولا تختلف السماعات السحرية عنها كثيراً، ولكن تتميّز بأنها من لون الجلد توضع داخل الأذن وتحتوي على مايك صغير جداً يلتقط أقل مستوى للصوت، فبمجرد أن يبدأ الطالب بقراءة الأسئلة يلقّنه أحدهم الإجابات.
وحتى ساعة اليد أصبحت “غشّاشة”، وساعدت الطلاب بالامتحانات في الكثير من الدول، عبر الكتابة على ورقة صغيرة ووضعها بداخلها وتحريكها عبر المفاتيح.
“كورونا تقود إلى النجاح”
خلال رحلة مُتعبة في باص النقل الداخلي بدمشق، كانت طالبة خارجة من امتحان الشهادة الإعدادية، تحدّث صديقتها عن تجربتها في الغش عبر استخدام طريقة الكتابة على الكمامة لاجتياز فحص الرياضيات الذي تجاوزته العام الماضي.
وربما كانت تجربة هذه الفتاة السورية مستوحاة من الطالبة الأردنية التي حاولت الغش من خلال الكتابة على الكمامة في إحدى مدارس الأردن وتم اكتشافها، حيث لاقت طريقة الغش الغريبة هذه رواجاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
“ابتكارات غريبة”
امتازت بعض الفتيات باستغلال أظافرها الطويلة لتعليق أوراق صغيرة مكتوب عليها بعض المعلومات، حيث تكون مثبّتة من الداخل حتى لا يكتشفها أحد.
ونقل موقع “برايت سايد” غش بعض الطلاب المشاغبين عن طريق الكتابة على أوراق عبوات المياه من الخلف، وعن طريق ورقة مكتوب عليها المعلومات داخل كارتون العصير على مبدأ “السوائل مهمة للصحّة والإجابة معاً”.
أما خدعة الذراع الثالثة لا كانت “عالبال ولا عالخاطر”، حيث يُخرج بعض الطلاب ذراع وهمي حتى يوهم المراقبون أن ذراعيه أعلى المكتب، ثم يضع الإجابات معه عبر ورقة صغيرة في يده التي يخفيها في الجاكيت أو يتمكن من فتح الموبايل.
وعند شراء الحذاء بات يهتم أحد الطلاب المُحتالين بتفقّد أسفله لكي يكون مسطّح بعد خدعة الكتابة على الحذاء من الأسفل، ونقل كل المعلومات التي كتبها عليه.
وتضيع محاولات الجهات التربوية للحد من غش الطلاب و ضبط الأجواء الامتحانية عن طريق التفتيش، وإطلاق بعض القوانين التي لعلّها تكون ناجحة مثل قطع الانترنت أثناء فترة الامتحانات في سوريا.
ولابد من الإشارة إلى أن بعض الطلبة يعتبرون أن الغش في الامتحان تصرّف طبيعي للهروب من اللحظات الحرجة ومشاعر الضغط والقلق، كما أنّهم يعتبرونه “شطارة”، في حين يشدّد التربويون على مخاطر الغش وعواقبه في القانون.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر