في اليوم العالمي للكتاب: “كم بنينا من خيالٍ حولنا؟”
يصادف يوم السبت 23 نيسان اليوم العالمي للكتاب، ويحتفل العالم بهذا اليوم بعد أن أقرّته منظمة “اليونسكو” منذ عام 1995 لما للكتاب دور بارز في تنشئة فكر الإنسان وتنمية الثقافة والمعرفة لديه وتحريض ملكة الخيال الإبداعي عنده.
ويمثّل يوم 23 نيسان حالة رمزية في عالم الأدب، حيث يصادف هذا اليوم ذكرى وفاة عدد من الكتّاب أثروا الفكر الإنساني بإنتاجهم مثل وليم شكسبير وميغيل سربانتس وغارثيلاسو دي لا فيغا.
ويعتبر الكتاب وسيلة التعليم والتعلّم، وهو أرشيف لحضارات الشعوب قديماً وحديثاً، كما أنه وسيلة لتنمية ثقافة الإنسان، بالإضافة لمعرفة معالم البلدان وجغرافيا المناطق، والكثير من الأدوار التي لا يمكن إحصاؤها يؤديها الكتاب.
تقول الروائية عتاب شبيب لتلفزيون الخبر إن الكتاب هو وثيقة امتلاكنا كبشر لهذه الحياة، و بأنه مهما كان الوقت الذي وجدت به فأنت في الوقت المناسب، ولست متأخراً، حيث بإمكانك الإمساك بالماضي والحاضر والمستقبل ،وبإمكانك الإستحواذ على الحياة.
وتتابع “شبيب” أن الكتاب له دور بالغ في إلغاء إحساس الإنسان بالضآلة، و يضعه كمالك حقيقي للمعرفة، وبالتالي مالك حقيقي للعالم.
وحول دور الكتاب في تشكيل الوعي تقول صاحبة “موسم سقوط الفراشات”: لدي تصوّر خاص للوعي فهو نوع من التجسّد، وأراه بيتاً بآلاف الأبواب في جميع الاتجاهات، مع كل كتاب هناك باب يفتح و مساحة تتسع وحلول لم تكن موجودة تظهر، وصعاب تغدو تافهة.
وعن الرأي بدور الأهل في تعلّق الأطفال بالكتاب تقول “شبيب”: “بعد ان أخبرني الناشر بموافقته على نشر أول رواية لي، شكرت والدي على مكتبته التي أتاحها لي دون قيود، وبالتالي هذا ما سأمنحه لطفلي حرية و مكتبة وأم تقرأ، لن أجبره، لكنه يراني كل يوم في أوقات الهدوء أقرأ”.
وتقول صاحبة “حبق أسود” في ردها على فكرة أن الكتاب الالكتروني هو الأبرز حالياً: “لست رافضة لفكرة الكتاب الالكتروني رغم أنني لم اقرأ بهذه الطريقة مطلقاً، وأنتمي لجيل الكتاب الورقي و الرسائل الورقية و الصور المطبوعة على الورق”.
وتضيف “شبيب”: ا”لعالم يسعى لإلغاء الكتاب الورقي لكني أحبه، وأدافع عن فكرته دفاعي عن وجود الأجداد بين الأحفاد و الأبناء، وليس في دور رعاية المسنين”.
وحول موضوع الكتاب والنشر في سوريا حالياً ترى “شبيب” أن المهنة بشكل عام تعاني ككل المهن في الوقت الحالي بسوريا.
وتختم “شبيب”: “دور النشر السورية معاناتها أكثر قسوة، إنهم يقومون بمعجزة مع كل كتاب ينجزونه فمعارض الكتب هي السوق الافضل للترويج أما داخل الوطن فقد تضاءلت أهميتها بسبب الرقابة، وبسبب قلة الكتب التي تُخصص للبيع داخل سوريا مراعاة للواقع المعيشي السيء “.
بدوره، يقول الكاتب غسان أديب المعلم لتلفزيون الخبر: “الكتاب هو غذاء العقل والقلب، وهو الزاد الوحيد الذي لا يمكن للمرء من الاكتفاء منه، وكلّما زادت عدد الكتب كلّما زاد الشغف للاقتناء والقراءة أكثر فأكثر”.
ويضيف “المعلم”: رسالة الكتاب تختلف من كتاب لآخر ،فليس بالضرورة أن تحمل رسالة كل الكتب الخير للإنسانية، حيث أن هناك كتب تمهد بأفكارها الطريق لرقيّ الإنسان، وتحفيز وعيه، وتدافع عن قضاياه، وبالتأكيد هناك العكس”.
ويتابع “المعلم”: للكتاب دور محوري في معادلة تشكيل الوعي من محاصرته بالآيديولوجيات، وكان له الدور الريادي في معظم مراحل التاريخ الحديث”.
ويشرح الكاتب السوري أن “بعض الكتب لعبت الكتب دور البطولة في الثورات التاريخية الكبرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر كتب المفكر الفرنسي فيكتور هوغو ودورها بتشكيل الوعي عند الفرنسيين ، كذلك كتب تشيخوف وسولجنيتسن التي كانت لهما الأثر البالغ في وعي الشعب الروسي”.
ويضيف “المعلم”: بعد أن كتب تشيخوف عن معاناة السجناء في جزيرة ساخالين، وألحقه سولجنيتسن برواية “أرخبيل غولاغ”، وكانت النتيجة هي الثورة الروسية الأولى الشهيرة في القرن الماضي 1905.
وحول دور الأهل في تعلّق الأطفال بالثقافة والكتب يقول “المعلم”: هو دور جوهري يشابه صقل المادّة الخام، أو وضع حجر الأساس مع الركائز لبرج شاهق، وهو الخطوة الأولى للنبوغ العقلي الذي يتناسب طرداً مع حجم الكتب المتوفرة، مع المعلومات التي تتم إعطائها من قِبل الأهل مباشرة.
وحول هيمنة الكتاب الالكتروني “PDF” يقول صاحب “لوفينا” إن الكتاب الالكتروني “مستحدث” وله رواده وأسباب إقتناءه، منها عدم توفر الكتاب الورقي في مكان جغرافي ما، أو انعدام القدرة المادية على شراء كتاب ورقي، أو حتى للسرعة والاختصار في قراءة المحتوى.
ويضيف “المعلم”: أما الكتاب الورقي فله متعة خاصة يعلمها جيل ما قبل ثورة المعلومات الحديثة، وأنا منهم، قرأت كلا النوعين، وبالتأكيد الإمساك بالكتاب الورقي وتقليب صفحاته ورائحة الورق، كل ذلك متعة تفوق متعة الكتاب الالكتروني”.
وحول الحديث عن واقع الكتاب في سوريا يسهب “المعلم”: قبل التحدث عن واقع الكتاب الآن، هل كانت النسبة متقاربة بين عدد الكتب المقروءة عند المواطن السوري سنوياً وبين النسبة عند المواطن الألماني أو الياباني أو غيره؟؟، النسب كانت متباعدة.
ويضيف “المعلم”: فما الحال اليوم وسوريا تكتوي بنيران حرب وأزمات مدمّرة مازالت مستمرة بآثارها حتى اليوم.. لا أستطيع وصف الأمر بدقّة لغياب المعلومة حول المبيعات بشكل عام لكن بالعموم الأمر سيء جداً، ولا لوم على دور النشر بالتأكيد”.
ويضيف “المعلم”: هناك عوامل كثيرة تلعب الدور الذي يؤدّي للنتيجة السلبيّة، كارتفاع ثمن الورق وكذلك كلفة العملية الإنتاجية للمطابع، يضاف لها إنعدام القدرة الشرائية لدى غالبية السوريين وعوامل كثيرة.
ويختم “المعلم”: تبقى كلماتنا محصورة ضمن الأمنيات بتجاوز الأزمة وإعادة الألق للكتاب الذي سيكون انعكاساً لألق السوريين.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر