“أطفالٌ نخرج للدنيا وتمرّ الأيام فنكبر”.. في اليوم العالمي ل “كتاب الأطفال”
يحتفل العالم يوم السبت الواقع في 2 نيسان باليوم العالمي ل “كتب الأطفال”، حيث تنشر وسائل الإعلام في هذا اليوم أهمية الكلمة الموجّهة للطفل بصفتها “كالنقش على الحجر”.
ويأتي هذا اليوم برعاية منظمات من غالبية دول العالم، ويحتفى بهذا اليوم عن طريق مسابقات وجوائز لكتّاب يتوجهون للأطفال، ومحاضرات عن قصص ومجلّات الأطفال المصوَّرة وإبراز أهمية التطوّر التقني وتوجيهه بشكل مدروس لتنشيط خيال الطفل وتعليمه القيم المُثلى.
وبدأ الاحتفال بهذا اليوم منذ ستينات القرن الماضي حيث اختير يوم 2 نيسان كونه يصادف يوم ميلاد الكاتب الدانماركي هانس أندرسن الذي برع في تأليف كتب الحكايات الخيالية الموجّهة للأطفال مثل “بائعة الكبريت” و”عقلة الأصبع” و”فرخ البط القبيح” وغيرها.
وتاريخياً أول كتاب صدر للأطفال عام 1697وكان بمثابة شرارة البداية لهذا النوع الأدبي هو كتاب “حكايات أمي الإوزة” للكاتب الفرنسي تشارلز بيرو ، وهذا الكتاب كانت مركزيته بأنه بمثابة مجموعة من الحكايا تُلقى على مسامع الأطفال قبل نومهم ليحلموا بتصوّرات جميلة تقيهم من كوابيس الليل.
وظهرت في عام 1846 القصّة التي وضع من نقش حروفها تصورات طفولته ولمسات خياله الطفولي في عالمٍ من وحي حكايات الجدّات وهذه القصة هي “أليس في بلاد العجائب” التي جلبت بلاد العجائب والأرنب الذي يلبس القبّعة لتحفر في ذاكرتنا مكاناً لها.
وتتالت الحكايات والقصص و”الحدوتات” والأشعار الموجّهة للطفل تحت مسمّيات أدب الأطفال بصفتهم “العجينة” التي تتشكّل طبقا للرؤى والتصوّرات والذات المفعمة بالخيال استعدادا لمواجهة الغد.
عربياً كان لأدب الأطفال مكانة مبنية على التراث مثل حكايا شهرزاد ومن منّا لا يعلم من هو “سندباد” و”ياسمينة” و”الشاطر حسن” و”علاء الدين”.
وفي سوريا برع في أدب الأطفال الروائيان عادل أبو شنب وزكريا تامر، الذين تناوبا بالإضافة لأدباء آخرين على رئاسة تحرير مجلّة “أسامة” التي صدرت عام 1969 بحكاياها ومسابقاتها ومعلوماتها ورسوماتها لتشكّل شغف للأطفال ذات حين.
أمّا الشاعر الكبير سليمان العيسى ابن لواء اسكندرون المحتل كانت له قصته مع تحوّله لأدب الأطفال بعد الجرح النازف المسمّى نك.سة حزيران.
يقول الشاعر سليمان العيسى :”ذات يوم أفاقت أمتنا العربية على كارثة من كوارثها المتلاحقة على نك.سة حزيران.. في هذه الزوبعة السوداء الخانقة، التفتُّ إلى الأطفال، رأيت في عيونهم غد الأمة العربية ومستقبلها”.
ويتابع الأديب الراحل: “فتساءلت: لمَ لا أتجه إليهم؟ لمَ لا أكتب لهم؟ لمَ لا أنقل إليهم همومي كلها؟. الشهيدُ الذي يسقط على أرض المعركة وهو يقاتل الغزو الأسود، لا أستطيع أن أنتقم له بأحسن من أغنية تحمل قطرة من دمه، وتتردد حارةً على شفاه الأطفال”.
ويضيف العيسى: “من إيماني بهذه الحقيقة الصغيرة الكبيرة المتواضعة الشامخة بدأت رحلتي مع الصغار، أخذت أكتب لهم. أغني معهم. أنفق الساعات الطويلة بينهم أختار لهم الكلمة المشرقة، والموسيقا المعبرة”.
ومن الرائدات السوريات في أدب الأطفال لينا كيلاني التي قامت بتأسيس ملحق للأطفال في صحف تشرين والبعث، ولها إسهامات في مجلة العربي الصغير ومجلة Q KIDS، وحازت على الجائزة الذهبية لمهرجان الإعلام في مصر عن فئة صحافة الأطفال ومن أشهر قصصها “الأحلام الذهبية” وأدرج اسمها في جامعة كامبردج.
وتبقى قصص الأطفال هي إحدى فصول التربية لمعرفة الفرق بين الخير والشر وبين الحب والبغض والابتعاد عن الأنانية.
أخيراً نذكّر بأن معظم القاصّات أهدوا رواياتهم للأمهات والجدات اللواتي أضحين بحكاياتهن نسمة تنعش شغاف خيال الطفل وتغنيه وتجعله متمكّناً بالتعبير ومدركاً لعواطفه ومخلصاً لرسالة والديه.
حسن الحايك_تلفزبون الخبر