“بالروح نفدي وطنا”.. في ذكرى رحيل سلطان باشا الأطرش قائد الثورة ضد الاحتلال الفرنسي
يشهد يوم 26 آذار ذكرى رحيل الرمز السوري والقائد العام للثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي سلطان باشا الأطرش.
ولد سلطان الأطرش عام 1888 في منطقة “القريّا” بريف محافظة السويداء، والده ذوقان الأطرش كان رجلاً مكافحاً قاد معارك ضد الاحتلال العثماني الذي حاول إخضاع جبل العرب لسيطرته.
بعد الاحتلال الفرنسي لسوريا، قام سلطان الأطرش بالاتصال مع جميع الحركات المناهضة للاحتلال، وأصبحت القريّا معقلا للمناضلين من جميع أرجاء سوريا.
منحه الملك فيصل لقب “باشا” إثر شجاعته التي أظهرها في الجيش العربي عام 1918.
وبعد تقسيم بلاد الشام (سوريا الكبرى) اقترح عليه الفرنسيون حكم جبل العرب في محافظة السويداء فرفض ذلك لإيمانه بوحدة التراب السوري ونبذه التقسيم والتجزئة والاستعمار.
كانت بدايات الكفاح المسلّح لسلطان باشا الأطرش عندما قام بتجهيز قوات وقيادتها للمشاركة مع وزير الدفاع الشهيد يوسف العظمة، وعند وصوله إلى منطقة براق جنوب دمشق كانت المعركة قد انتهت باستشهاد يوسف العظمة، فقرر الكفاح ضد وجود الاحتلال الفرنسي في البلاد.
أول معركة حدثت عندما قام الفرنسيون باعتقال أدهم خنجر وهو في طريقه للسويداء لإيصال رسالة للأطرش، فطلب سلطان من الحاكم الفرنسي تسليمه أدهم خنجر، ورفض الحاكم الفرنسي.
وكلّف سلطان باشا رجاله بمهاجمة رتل للاحتلال الفرنسي لتحرير خنجر، ولكن الفرنسيون كانوا قد نقلوا خنجر الى لبنان وأعدموه في بيروت 1923.
قام الفرنسيون بتعيين الجنرال كاربييه حاكماً للسويداء، فضاق أهالي السويداء من ممارسات هذا الحاكم، ونتيجة لسياسة ترسيخ الاحتلال الفرنسي للبلاد ومحاولة ترسيخ سلطته الأطرش على إعلان الثورة في 21 تموز عام 1925.
وأذاع سلطان باشا الأطرش بياناً سياسياً وعسكرياً يدعو الشعب السوري إلى مقاومة الانتداب الفرنسي، جاء فيه: “أيها العرب السوريون تذكروا أجدادكم وتاريخكم وشهداءكم وشرفكم القومي، تذكروا أن يد الله مع الجماعة، وأن إرادة الشعب من إرادة الله، وأن الأمم المتمدنة الناهضة لن تنالها يد البغي”.
وتابع سلطان باشا في بيانه “لقد نهب المستعمرون أموالنا واستأثروا بمنافع بلادنا، وقسمونا إلى شعوب وطوائف ودويلات، وحالوا بيننا وبين حرية الدين والفكر والضمير وحرية التجارة والسفر حتى في بلادنا وأقاليمنا، إلى السلاح ايها الوطنيون إلى السلاح”.
وقام الدكتور عبد الرحمن الشهبندر بالتواصل مع زعماء ووجهاء المدن السورية للتنسيق بشأن إشارة البدء للثورة على الفرنسيين.
ومن أشهر المعارك التي خاضتها الثورة السورية الكبري معركة المزرعة والمجدل وراشيا والجولان وأم الرمان وقيصما وغيرها من المعارك في المحافظات السورية.
هذه المعارك التي كانت السبيل الأول والأهم لجلاء الاحتلال الفرنسي عن سوريا بعد أن علم أن الشعب اذا أرد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
رحل سلطان باشا الأطرش في 26 آذار 1982 ونعاه رئيس الجمهورية العربية السورية، الرئيس الراحل حافظ الأسد، وألقى على جثمانه نظرة الوداع في بيته في القريّا.
وكان مأتمه يوماً تاريخياً مشهوداً حشد أكثر من نصف مليون من المشيّعين، وحُمِل نعشه في طائرة مروحية حلّقت فوق مواقع المعارك الخالدة التي خاضها، ودُفِن في قريته القريّا محمولاً على عربة مدفع.
وبأمر من السلطة السياسية والعسكرية في سوريا أُقيم في “القريّا”، قبالة بيت سلطان باشا الأطرش، صرحاً تذكارياً للثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي ضمّ جثمان القائد العام للثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الأطرش.
ومنحه رئيس لبنان آنذاك وسام الأرز اللبناني، ودشّن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات نصباً تذكارياً في مدينة رام الله تحية وفاء إلى شهداء الحامية التي أرسلها سلطان باشا الأطرش للدفاع عن فلسطين والذين استشهدوا في المعارك قرب نابلس.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر