أنت جميلة كساعة إضافية من الكهرباء.. أحلام سورية قزمتها الحرب
الحرب القائمة في سوريا منذ أكثر من ٦سنوات أفرزت واقعا جديدا ومشاكل جديدة واختلفت أولويات السوريين وطموحاتهم وأحلامهم فأصبحت مثلاً ساعة الكهرباء “الزيادة” بعد التقنين بمثابة غزل “أنت أحلى من ساعة كهربا إضافية”.
وتقزمت أحلام السوريين ، وخاصة ممن لازالوا يعيشون في البلد، خصوصا مع التقنين الذي طال كل شيء، ونقص في كل المواد كالمحروقات بأنواعها أو الأساسية منها كالخبز، وأصبح أقصى حلم السوري هو “تعباية بنزين”.
رامز مواطن من دمشق قال لتلفزيون الخبر “أقسم بالله لما عبيت بنزين وطلع المؤشر من E إلى F، حسيت إني عامل إنجاز، أكبر من كل إنجاز عملتو بحياتي”.
محمد شاب من مدينة طرطوس قال لتلفزيون الخبر “كنت راجع لصف سيارتي لأنو فضيت من البنزين، قام جارنا عطاني ٧ لتر بنزين زايدين عنو، مدري من وين جايبهم، بس ما بيهمني أخدتهم، بس صفيت سيارتي لأنو ما بدي يخلصوا، المهم أنا أحظظ واحد بالعالم حاليا”.
ولعل أكثر ما عاناه السوريون في الحرب كان مشكلة الكهرباء، ووصلت الحال بهم لليأس فـ “قنطوا من رحمة الحكومة” فيما يخص هذا الموضوع، وتبدل الموضوع بالنسبة لهم فلم يعد مثيرا للسخط بقدر ما أصبح مثيرا للسخرية.
وانتشرت بوستات السوريين التي تستهدف وزير الكهرباء، خاصة بعد تصريحه الشهير “الكهرباء مو للتدفئة بل للإنارة”، وعندما أوضح الوزير أن تصريحه تم التلاعب فيه، استمر السوريون بالتندر ولسان حالهم يقول “حتى ولو ما قالها بدنا نحكي، القصة بتسلي”.
وإذا كان السوريون لم يسمعوا بكلمة طابور إلا من البيانات السياسية المنددة سابقا التي دائما ما كانت مرفقة بكلمة “خامس”، فبعد الحرب أصبحت حياة السوريين عبارة عن انتظارات على طوابير، الغاز، الخبز، التجنيد، الهجرة والجوزات.
وفي أزمة البنزين، القديمة الجديدة المتجددة، التي شهدتها البلد كانت الطوابير أكبر، وبطبيعة الحال كبر الطوابير أدى لكبر “المعلاق”، التأفف والتذمر سارا جنبا إلى جنب مع السخرية والاستهزاء.
“شباب عازمكن ع سهرة ع الكازية، أربع خمس ساعات حلوين”، “للبيع دور على طابور في الكازية، موقع ممتاز إطلالة جميلة وقريب من عربية بيع درة”، “هي السيارة بتعجبك تعباية كازيات ها مو بيدونات والعياذبالله”، وغيرها من الجمل السورية التي انتشرت متندرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي عيد الحب “فالانتاين” انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لما يجب على السوري أن يهديه لحبيبته، جرة غاز ملونة بالأحمر، بيدون مازوت أحمر، واعتبرت أهم وتعبر عن حب أكبر من الوردة أو “الدبدوب”.
ودخلت لحياة السوريين كلمات كثيرة جديدة , وبعد الحرب كبر قاموس السوريين ليضم كلمات مثل أمبير وتعفيش وتشويل، وعادت بعض الكلمات التي ماتت للحياة مثل التمز، وأصبحت محلات البالة أكثر من محلات الألبسة الجديدة.
علاء خطيب – تلفزيون الخبر