“يشكلون رابع أكبر دولة في العالم” .. الأمم المتحدة تحذر من ارتفاع عدد المحتاجين
أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها، تقريرها السنوي حول الاحتياجات الإنسانية، مشيرة إلى أن عدد الأشخاص المحتاجين يستمر في الارتفاع “بمعدل ينذر بالخطر”.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان “نظرة عامة على العمل الإنساني العالمي لعام 2022”، أنه من المتوقع أن يحتاج إجمالي 274 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية العام المقبل، بزيادة قدرها 17% عن عام 2021.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيثس، خلال إطلاق التقرير، إن عدد المحتاجين يعادل “رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان”.
وأضاف غريفيثس أن أزمة المناخ تصيب “أكثر الناس ضعفًا في العالم أولًا وبأسوأ شكل”، وتستمر النزاعات التي طال أمدها، ويزداد عدم الاستقرار سوءًا في أجزاء عديدة من العالم، ولم تختف جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد-19) من البلدان الفقيرة المحرومة من اللقاحات.
وبحسب التقرير، فإن أكثر من 1% من سكان العالم مشردون والفقر المدقع يرتفع مرة أخرى، وفي معظم الأزمات، تعاني النساء والفتيات أكثر من غيرهن، ويزداد عدم المساواة بين الجنسين ومخاطر الحماية.
ويتضمن التقرير 37 خطة استجابة تغطي 63 دولة، كما يقدر الحاجة إلى 41 مليار دولار لتوفير الإغاثة والحماية لـ 183 مليون شخص في أمس الحاجة إليها.
ونقلت وكالة “رويترز للأنباء، عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قوله إن “أزمة المناخ وصلت هذا العام إلى نقطة الغليان” عند إطلاق نداء من أجل 41 مليار دولار، لتقديم المساعدة المنقذة للحياة العام المقبل إلى رقم قياسي بلغ 183 مليون شخص.
من جهته، أوضح رئيس “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية”، جون جيه هامري، إن تأثيرات تغير المناخ “متفشية” في جميع أنحاء العالم، والاستجابة الإنسانية تفشل في التعامل مع هذه التحديات الكبيرة.
وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، إن تغير المناخ “يلوح في الأفق فوق كل شيء، مما يؤدي إلى تفاقم الخسائر والتراجع عن المكاسب”، في البلدان التي تعاني من صراعات طويلة، مثل اليمن وأفغانستان وسوريا.
وأضافت أن هناك حاجة إلى تغيير في النهج لإنهاء النزاعات التي طال أمدها باستخدام “الدبلوماسية التي لا هوادة فيها”.
وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، حذّر من التدابير “القاسية” التي يضطر الأهالي إلى اتخاذها بسبب الجوع والفقر في سوريا.
وقال المسؤول الأممي، في بيان صادر في 12 من تشرين الثاني الماضي، إن الصراع والتغيّر المناخي وجائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والآن تكلفة المعيشة، تدفع الناس إلى ما وراء قدرتهم على التحمل.
وحذّر بيزلي من الانتظار أكثر لمساعدة من هم بحاجة، إذ “أظهر التاريخ لنا أننا إذا لم نساعد الناس قبل أن يصبحوا معدَمين، فسوف يتخذون تدابير قاسية وسنشهد هجرة جماعية”، بحسب تعبيره.
يذكر أنه وفقا لبيانات برنامج الأغذية العالمي، يعاني الآن حوالي 12.4 مليون شخص (ما يقرب من 60% من السكان) من انعدام الأمن الغذائي، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية المتدنية.
يشار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أشارت في تقرير لها إلى أن “أسعار الغذاء العالمية ارتفعت للشهر الرابع على التوالي في تشرين الثاني، لتظل عند أعلى مستوياتها في 10 سنوات”.
تلفزيون الخبر