من كل شارع

مزارعو حمضيات يعلنون “اقتلاع أشجارهم” .. مشكلتنا أزلية هل عجزت الدولة عن حلّها ؟

اشتكى عدد من مزارعي الحمضيات في محافظة اللاذقية عبر تلفزيون الخبر معاناتهم جراء الأسعار المنخفضة وما تسببه من خسائر وهدر لجهودهم، إضافةً إلى عدم القدرة على تسويق محاصيلهم وقيام “السورية للتجارة” باستجرار المُنتج لصالح أسماء محددة في المحافظة فقط على حد تعبيرهم.

وقال أحد المزارعين لتلفزيون الخبر: “أنا بعد بكرا رح أقلع أشجار الليمون بتمنّى تكونوا موجودين وتصوروا، قطعنا الأمل.. سنوياً منسمع عن إيجاد حلول وتدخّل إيجابي وكلّه حكي فاضي وحبر على ورق”.

وأضاف: “نحن كمزارعين الحلقة الأضعف رزقي وتعبي عم يروح للتاجر وأنا عاجز حصّل حقي، عم بيع بأقل من سعر التكلفة، وما في أي محاولة جديّة من قبل أي جهة مسؤولة أو معنية لتحل هالأزمة.. اللي صارت معروفة للكل”.

وتابع: “لا عاد حدا يحكيلنا عن السورية للتجارة وحلولها وتدخّلها الإيجابي، ما عم نشوف شي من هاد كلّه، تقوم باستجرار الحمضيات من أسماء محددة ومعروفة في المحافظة (المسؤولين)، وأنا مسؤول عن كلامي”.

وأردف: “الحلول كثيرة.. ومعروفة للجميع، مشكلتنا الأساسية بأسعار العبوات والنقل، إضافةً إلى التسويق، وجميعها مقدور عليها، بس لو كانت النيّة حاضرة”.

بدوره، رئيس اتحاد الفلاحين العام، أحمد صالح إبراهيم، وفي حديثه لتلفريون الخبر، قال: “لا ندخر جهداً للتخفيف من معاناة المزارعين، معمل الحمضيات هو أحد الحلول، ولكنه يحتاج لسنوات ويحل جزء من المشكلة فقط، ويبقى الحل الجذري هو فتح باب التصدير باتجاه العراق”.

وبما يتعلّق بالشكاوى حول آليّة استجرار الحمضيات واعتماد أسماء محددة داخل المحافظة من قبل صالات السورية للتجارة، قال: “لا أعلم إن كان يحصل ذلك هذا الموسم أم لا، لكنّه يحصل في كل عام”.

وأضاف: “لهذا السبب نطالب باستمرار بأن يكون الاستجرار عن طريق الجمعيات الفلاحية التابعة للاتحاد، لتحجيم هذه المشكلة”.

من جهته تواصل تلفزيون الخبر مع رئيس فرع اتحاد الفلاحين باللاذقية، حكمت صقر، وقال: “استجرار السورية للتجارة للمحصول لا يزال في بداياته، لذلك الكميات التي تمّ استجرارها قليلة، فالشكاوى غير منطقيّة”، مُشيراً: “ليس باستطاعتها استجرار المادة من الجميع دفعة واحد، يعطوها شويّة وقت”.

وأضاف: “لن يبقى مزارع لن نستجر منه ولكن على دفعات”، مُطالباً المزارعين: “بدنا نطوّل بالنا على الجماعة شوي”.

وأوضح صقر: “هناك تجار بدأوا باستجرار المادة من سوق الهال باتجاه المعابر الداخلية والخارجية، وهذا مؤشر إيجابي على بدء انفراجات بتسويق الحمضيات”.

وتابع: “كنّا باجتماع صباح الاثنين مع السيد محافظ اللاذقية ووجّه باستجرار المحصول من جميع المزارعين وتحديداً اللي ما عندهم واسطة، على اعتبار اللي عندو واسطة بيدبّر حالو، نحن بيهمنا المزارع الفقير”، منوّهاً “من الأسبوع القادم سيتحسّن واقع الاستجرار”.

مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة في اللاذقية، سامي هليل، وفي ردّه لتلفزيون الخبر حول الشكوى، قال: “لسنا من يقوم باختيار أسماء الفلاحين الذين نقوم باستجرار محاصيلهم، وذلك يتم عادةً عن طريق الجمعيات الفلاحية، لكن تمّ تحديد أسماء عن طريق الجمعيات الفلاحية لا تتوافق مواصفات محاصيلهم مع مواصفاتنا المُعتمدة”.

وتابع: “قمنا بأخذ أسماء 55 مزارع، اقترحتهم مديرية الزراعة في اللاذقية، وهم مزارعين لديهم معايير جيدة في بساتينهم من ناحية السماد العضوي المُستخدم والمكافحة الحيوية والمصنّفة على أنها نموذجيّة”.

وأردف هليل: “أصحاب الشكوى هم غالباً من أصحاب الشماعات، الضمانين، أو تجار الحمضيات وتجار سوق الهال، قمنا برفض الاستجرار منهم، فيقومون بتحريك الشكاوى ضدنا، وأنا مسؤول عن كلامي”.

بدوره، تواصل تلفزيون الخبر مع مدير مكتب “الحمضيات” في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، نشوان بركات، وقال: “حسب ما تمّ الاتفاق، يجب على الاتحاد عن طريق الجمعيات الفلاحية اختيار الفلاحين الذين يستوجب الاستجرار منهم بالتوازي، ومن ثمّ يقوم بالتنسيق مع السورية للتجارة”.

وأضاف: “نحن بصدد التحضير لاجتماع ثاني لتقييم هذه الخطة، ادعوا الجميع ضمن فريق عمل الحمضيات لإبداء الاقتراحات والحلول، ونحن جاهزين للتنسيق بشكل دائم”.

وحول افتتاح المعابر وانعكاساتها، أجاب بركات: “بدأ التصدير باتجاه العراق والمنطقة الشرقية، ولهذا انعكاسات إيجابيّة على الأسواق التي بدأت بالتحرّك، ولكن هناك مواصفات محددة للمنتج ليتم تصديره”.

وتابع: “برأيي لا يوجد مشكلة في سوق الحمضيات، الأمور ممتازة، وكل شيء يسمّى باسمه، كان هناك مشاكل بسيطة قبل أسبوعين، ولكن تم تجاوزها الآن”.

وحول معمل الحمضيات، قال: “النيّة موجودة ولكن بسبب ظروف الحصار لم يتقدّم أحد إلى إعلان وزارة الصناعة، واعتقد هناك انفراج على هذا الملف بعد انفتاح علاقاتنا مع الإمارات”.

يُذكر أن إنتاج الحمضيات في الساحل السوري تراجع بشكل لافت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، واستعاض بعض المزارعين عن أشجارهم بزراعات بديلة أبرزها التبغ الذي بات يشكل بديلاً كبيراً عن الحمضيات مع سهولة تسويقه وأسعاره المرتفعة.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى