بعد خسائرهم وفشل التسويق العام الماضي .. مزارعو الحمضيات في اللاذقية يقطعون أشجار البرتقال
بدأ عدد من مزارعي الحمضيات بريف اللاذقية بقطع أشجار البرتقال، بعد خسائرهم العام الماضي، وعدم قدرتهم على تسويق محصولهم.
وتبدو الأراضي الممتدة في ريف اللاذقية والمزروعة بالبرتقال منذ أكثر من ٥٠ عاماً، معظمها مقطوعة الأشجار، لتظهر شجيرات رمان صغيرة أو شتلات من الفول وأنواع الخضروات، أو الدخان بدلاً عنها.
وقال أبو محمد مزارع من قرية مزار القطرية لتلفزيون الخبر: “قمت بقطع أشجار البرتقال، بعد أن خسرت نحو مليوني ليرة، ولم اتمكن من تسويق محصولي، بعد العناء الكبير طوال العام بعت كيلو البرتقال بـ 15 و20 ليرة”.
وأوضح أنه “لم يعد الموضوع مادياً فقط، أنما شعورنا بالإهمال والإهانة، والاستهتار بمحصول الحمضيات وعدم مساعدتنا، دفعنا لقطع أشجارنا، والدعم “حدث ولا حرج”، مبالغ ضئيلة لا تتوافق مع الخسارة”.
وعانى محصول الحمضيات خلال سنوات الحرب من انخفاض سعره، وعدم القدرة على تسويق الانتاج من جهة، ومحاربته من قبل بعض التجار المعروفين من جهة آخرى ، حيث أغرقوا السوق بالموز المستورد وبأسعار منخفضة، مع بداية تسويق محصول الحمضيات خلال فصل الشتاء.
وكانت الحكومة السورية تحدثت كثيراً عن موضوع تسويق الحمضيات، وحددت سعر كيلو البرتقال بـ ٥٠ ليرة سورية، وعملت على خلق سوق لتسيوق الانتاج عن طريق التصدير إلى روسيا، إلا أن سعره بقي منخفضاً إلى ما دون تكلفة الانتاج.
ويشعر معظم المزارعين بالظلم، وخاصة مع تلف أطنان كبيرة من انتاجهم، وعمل بعضهم على عدم قطافه وتركه معلقاً على الأشجار، بينما عمل البعض الآخر على إعطائه بالكامل لبعض التجار لتسويقه، بمبالغ بقيت ضئيلة إلا أنها أفضل من الوقوع تحت رحمة تاجر سوق الهال.
وكان محصول الحمضيات تعرض لخسائر كبيرة خلال سنوات الحرب، أكبرها كان خلال العام 2016 حيث انخفض سعر كيلو البرتقال إلى ما دون تكلفة الانتاج، وسُدت في وجهه كافة المعابر للتصدير، وبقي تاجر سوق الهال المتحكم الوحيد بالأسعار.