موسم المدارس يعصر الاهالي: ٨٥ الف ليرة تكلفة قرطاسية الطالب الواحد
مع اقتراب موعد العودة إلى المدارس وبداية عام دراسي جديد، يحل “أيلول أسود” من نوع خاص على الأهالي في سوريا، في ظل الغلاء المستمر في المستلزمات المدرسية التي تلزم الطالب ويتحضر لها مع بداية السنة الدراسية، من أقلام ودفاتر وغيرها.
وما إن اقترب موعد انطلاق المدارس حتى شهد سوق القرطاسية والملابس المدرسية ارتفاعاً، في مختلف المحافظات، وصل إلى حدود 20-30% مما كان عليه قبل أسابيع، وفق ما أكده أصحاب مكتبات في دمشق، وحمص، واللاذقية
راتب موظف يعادل قرطاسية طالب واحد
استطلع تلفزيون الخبر أسعار القرطاسية في عدة محافظات، وتعتبر محافظة دمشق هي الأغلى من بين المحافظات الأخرى، وتزيد أسعار بعض المواد فيها بنسبة الضعف.
وبحسبة بسيطة لمتوسط أسعار القرطاسية المدرسية، وصلت تكلفة تجهيز طالب واحد للعام الدراسي إلى 85000 ليرة سورية، أي ما يعادل متوسط الرواتب لمعظم العاملين في القطاعات الحكومية، وبعض المؤسسات الخاصة، وراتب شهر كامل لموظفين آخرين.
وتتضاعف القيمة كلما ازداد عدد الأولاد الذين يتحضرون لدخول العام الدراسي في الأسرة الواحدة، مما يثقل كاهل الأهالي بشكل أكبر.
ويقول “محمد” أحد أصحاب المكتبات في محافظة اللاذقية، لتلفزيون الخبر “من كان من الأهالي قادر على شراء خمسة دفاتر دفعة واحدة، بات اليوم يكتفي بدفترين أو ثلاثة فقط”.
وأكد “محمد” على أن “الإقبال ضعيف على الشراء، في الوقت الحالي، مقارنة بما كان عليه قبل أعوام”، وعزا ذلك “للأسعار المرتفعة في القرطاسية المدرسية، وانخفاض القدرة الشرائية للأهالي”.
تكاليف خيالية مقابل دفتر وقلم
في الوقت الذي كانت العائلات “تدلل” أولادها بمختلف الأصناف والألوان، ومما تشتهي أنفسهم من أغراض للمدرسة، بات اليوم شراء ما لزم منها بشدة، ليس إلا حلماً بالنسبة لبعض الطلاب.
ويتراوح سعر الدفتر الواحد، حجم 200 طبق، ما بين 2000-3000 ليرة، في دمشق، وتقل عنها محافظتي اللاذقية وحمص بنسبة 30% في بعض الأصناف.
أما عن أقلام الرصاص فيبلغ سعرها وسطياً 700 ليرة سورية للقلم الواحد، وتزيد عنها أقلام الحبر الجافة وتصل إلى 800 ليرة سورية وسطياً، فيما تقل أو تزيد التكلفة حسب صنف القلم وجودته.
ويكلف تأهيل طالب واحد لقرطاسية متوسطة الجودة، مبلغ 85000 ليرة سورية، للأشياء الضرورية فقط، من دفاتر وأقلام ومبراة وممحاة، ومسطرة، ومقلمة، وحقيبة مدرسة.
معامل الورق تتحايل على الغلاء
وفي حديث لتلفزيون الخبر، مع أصحاب المكتبات أشاروا إلى أنه بالرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أن بعض المعامل لجأت إلى حيل جديدة لعدم رفع الأسعار أكثر من ذلك.
ومن تلك الحيل، تخفيض وزن الورق المستخدم، واستبدل وزن الورق من 70 غرام كما كان معتاداً، إلى 60 غرام فقط، أو طرح دفاتر بعدد صفحات أقل، فظهرت دفاتر بـ40 طبق ورق عوضاً عن 50 و90 بدلاً من 100 و140 و190 طبق.
ومن جهة أخرى، واجه الإنتاج بهذه القطاعات، مشاكل في التصنيع، أبرزها عراقيل تتعلق بالكهرباء والمحروقات، فاقتصر انتاجها على أشهر معينة، عوضاً عن الإنتاج طيلة العام.
ليست القرطاسية فقط
لا تقتصر كلفة تحضير الطالب للمدرسة على القرطاسية فقط، بل يضطر الأهالي لشراء اللباس المدرسي الموحد، الذي يشكل بحد ذاته عبئاً إضافياً من نوع آخر.
حيث وصل سعر القميص المدرسي للمرحلة الإعدادية إلى 30000 ليرة سورية، والصدرية أو المريول المدرسي متوسط الجودة إلى 15000، أما الفولار فبلغ سعره 1000 ليرة سورية.
الجدير بالذكر أن الأسعار الواردة في التقرير يتوقع التجار أن تزيد كلما اقترب موعد افتتاح المدارس المرتقب في الخامس من أيلول المقبل.
تلفزيون الخبر