كاسة شاي

“هيئة تحرير الشام” .. التشكيل والمبايعة والتقسيمات والأهداف

بعد الهجوم الأكبر والأعنف الذي قامت به “جبهة النصرة” في الشمال السوري يوم 23 كانون الثاني ضد تنظيمات متشددة منها “جيش المجاهدين” و”صقور الشام”، أعلن بعد أسبوع عن تشكيل ما يسمى ب”هيئة تحرير الشام”.

وأعلنت خمسة تنظيمات متشددة تشكيلها “هيئة تحرير الشام” وهي كل من “جبهة النصرة” أو ما يعرف حاليا باسم “جبهة فتح الشام” و حركة “نور الدين الزنكي” و”لواء الحق” و”جبهة أنصار الدين” و”جيش السنة”.

ودعا التشكيل الجديد جميع التنظيمات في الشمال إلى الالتحاق به “جمعا للكلمة وحفاظا على مكتسبات الثورة، وليكون هذا المشروع نواة تجمع مقدرات الثورة وتحفظ خط سيرها وتحقق أهدافها، وتحكم بشرع الرحمن”.

وتباعا أعلنت عدة تنظيمات متشددة بيعتها للتشكيل الجديد منها “سرية الأقصى قطاع حلب” و”كتائب الصحابة” وكتيبة “قوافل الشهداء” في خان شيخون وكتيبة “مجاهدي أشداء” و كتيبة “آساد الخلافة”، وكتيبة ” طالبان” في سرمدا، وكتيبة “أسود الرحمن” و كتيبة “رياح الجنة”.

كما بايعت بعض التنظيمات المحسوبة على حركة ” أحرار الشام الاسلامية” الهيئة ومنها كتيبة “صقور العز” العاملة في معرشورين، و”تجمع أحفاد علي” و”تجمع الحسين”، وكتيبة “حذيفة بن اليمان” العاملة في حلب، وكتيبة “أحمد عساف” في بنش، والجناح الكردي في “أحرار الشام” المقاتل في ريف حلب الغربي.

ولم يقتصر استقطاب الهيئة لبعض التنظيمات من “أحرار الشام” ، بل طالت شخصيات كبيرة أهمها القيادي البارز أبو جابر الشيخ الذي عين وبمفاجأة كبرى زعيما للشكيل الجديد، وهو الذي كان انشق سابقا عن الحركة وشكل تنظيم “جيش الأحرار” ثم عاد فألغاه، ليعود اليوم قائدا لأكبر تشكيل في وجه حركته السابقة.

كما أعلنت عدة شخصيات التحاقها بالهيئة وانشقاقها عن الحركة، منها أبو صالح طحان القائد العسكري السابق في الحركة، وأبو يوسف المهاجر المتحدث العسكري السابق باسم الحركة، وأبو حفص منبج وأبو يحيى الشامي من مكتب الدعوة والارشاد، وأبو اسماعيل أحد مسؤولي التسليح، وأبو اسلام مسؤول المدرعات وأبو محمد النعماني مسؤول الأوقاف قطاع الحدود والساحل.

كما أعلن بعض الدعاة والمشايخ المعروفين مبايعتهم للهيئة في بيان تلا بيان تشكيلها وهم عبد الرزاق المصري وأبو الحارث المصري وأبو يوسف الحموي وأبو الطاهر الحموي و السعوديين عبد الله المحيسني ومصلح العلياني.

وبرر هؤلاء المشايخ، بحسب بيانهم، مبايعتهم الهيئة ب”الرغبة في توحيد الصفوف واستجابة لوجوب جمع الكلمة وحرصا على حقن الدماء ولمنع أي اقتتال داخلي”.

وإذا كانت المفاجأة بتعيين أبو جابر الشيخ زعيما للتشكيل الجديد، فإنه حتى اللحظة لم تعرف التقسيمات والتراتبيات في الهيئة وخصوصا موقع زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني الذي كان اشترط سابقا للاندماج مع بقية التنظيمات قيادته لها.

وتعتبر مبايعة السعودي عبد الله المحيسني وهو القاضي لشرعي لما يسمى “جيش الفتح” مؤشرا يعني أن هئا الجيش المشكل من عدة عناصر تابعة لتنظيمات متعددة منها “النصرة” و “أحرار الشام”، في طريقه للزوال، وأن مدينة إدلب التي يحتلها ستنتقل لسيطرة تنظيم آخر.

وبغض النظر عن الأهداف المعلنة للتشكيل الجديد، فإن الهدف الرئيسي المعروف منه هو السيطرة على الشمال السوري ومحاولة تصفية حركة “أحرار الشام الاسلامية” التي هرعت التنظيمات التي ضربتها “النصرة” لمبايعتها.

وتقترب شيئا فشيئا المعمعة الكبرى بين “هيئة تحرير الشام” و حركة “أحرار الشام الاسلامية”، التي يقول مقربون منها أنها في صدد إعلان تشكيل جديد تحت اسم “هيئة تحرير سوريا” يضمها وبقية التنظيمات التي بايعتها والتي ما زالت “مونونة” ك”فيلق الشام” و”جيش العزة” و”الحزب التركستاني” و”جيش إدلب الحر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى