في ذكرى وفاة ابنة الجبل السوري أسمهان..
يصادف يوم 14 تموز ذكرى وفاة المطربة السورية، أسمهان (آمال الأطرش) التي توفيت في العام 1944 بعد مسيرة فنية لم تدم طويلاً، لكنها تركت أثراً ومدرسة فنية، وهي شقيقة الموسيقار السوري فريد الأطرش.
أسمهان هي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها، والدها فهد الأطرش وهو من جبل العرب في سوريا وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر وهي لبنانية من بلدة شويت المتن.
وكانت أسمهان على وفاق دائم مع أخيها فريد الأطرش المطرب والموسيقار، وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن.
ولدت أسمهان على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، ثم انتقلت إلى سوريا، واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الأمير فهد في عام 1924.
واضطرت والدتها الأميرة علياء إبان الثورة السورية الكبرى إلى المغادرة والتوجه بأولادها إلى مصر، في القاهرة أقامت العائلة في حي الفجالة وهي تعاني من البؤس الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.
ظهرت مواهب آمال الغنائية والفنية باكراً، حين كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم ومرددة أغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريد.
وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بداية حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد.
وغنت “آمال” فأعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها: “كنت أتعهد بتدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان” وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان.
أخذت أسمهان منذ عام 1931 تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية.
في سنة 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى سوريا ليستقروا في قرية “عرى”، مركز إمارة آل الأطرش، لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات رزقت خلالها ابنة وحيدة هي كاميليا.
لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، وعاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل مجال السينما.
فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة، جميلة الصوت والصورة، أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت 1941 في أول أفلامها “انتصار الشباب” إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم.
وخلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته، ولكن زواجهما انهار سريعاً، وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.
في سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير “غرام وانتقام” إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.
وسبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم “يوم سعيد”، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت “مجنون ليلى”، كما سجلت أغنية “محلاها عيشة الفلاح” في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد.
وبعد انقطاع عن الفن، عادت أسمهان للعمل في الغناء والسينما في مصر، وفي الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم غرام وانتقام استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك، فوافق.
في طريقها إلى رأس البر صباح الجمعة 14 تموز 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة.
حيث لقت مع صديقتها حتفهما، أما السائق فلم يصب بأذى واختفى بعد الحادثة، و بعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب.
تلفزيون الخبر