عالبال .. بقلم علاء السيد يقدمه تلفزيون الخبر هدية للعالم من حلب
الرجل الذي عاش حلب كما عاشها قلّة، يمشي في شوارعها بحب لا يخفى على مرافقيه، يدرك ما تحت كل حجر من مدينتها القديمة من حكايا، عاصر حربها فغاصت المدينة في قلبه أعمق مما كانت، عاش عطشها وجوعها واختزن بحكم التجربة الشخصية والهم المحمول، أرشيفاً شخصياً من حكاياها.
يهمس صوتهاليوم عبر تلفزيون الخبر، وإن كان العارف للمحامي السيد، يدرك أن في جعبته من أرشيفها المصوّر والمكتوب ما يشكل كنزا وطنياً، نشعر وبكل مكر، بالسّعادة لاقتناصها، فإنّ المقرّب منه يوقن أنّ ما يحمله في قلبه من غصّات اليوم على حجرها وبشرها، لا يمكن لكلماتٍ أن تنقله.
فكان “عالبال” مرسال علاء السيد، ورسائله، يقدمها عبر تلفزيون الخبر، ويتذكر عبرها، هنا وقفنا هنا قُنصنا هنا ودّعنا وهنا بكينا، هنا في حلب العظيمة بقينا ولا نقول “صمدنا” لانّ خيارنا بالبقاء كان إلزامياً، لم يفرضه أحد علينا بل فرضته روح المدينة.
“أين إذا سنعيش إن لم نعش في حلب ! ” قالها منذ سنوات علاء السيد في جلسة مع بعض الاصدقاء، وقال في رده على تساؤل في إحدى الزيارات الخاطفة لمدينة سوريّة، لسنا بمعرض الحديث عنها اليوم، “لماذا لا تنتقل وعائلتك للعيش هنا وتتجنّب الموت اليومي في حلب”، قال السيد بعد التفاتة برأسه يمينا ويسارا “هي المدينة مي عريقة”.
عراقة المدينة إذا كانت سببا كافياً ليضع السيد نفسه وعائلته لسنوات في خيار الموت اليومي بطرق عدة في مدينة عريقة، مفضلاً عراقتها على النزوح الهادئ لمدينة أقل عراقة وأكثر أمانا.
الرجل العاشق للمدينة وتفاصيلها المدرك لزواريب بشرها قبل حجرها، تحول لمصدر من مصادر الأخبار يوم قاطع معظم الإعلاميين حلب بتفاصيلها لأجندات، لسنا أيضا بمعرض الحديث عنها. كل ما سبق حول السيد لمثال “الناشط” المصدر للأخبار.
كل ما سبق كان يتخزن ذاكرة جديدة في قلب وعقل السيد، نأمل أن نتمكن يوماً من تقديمه مكتوبا” ومصورا”، اليوم، نقدم معاً، علاء السيد منضماً لتلفزيون الخبر، يقدّم “حركشات” باسم ” عالبال” تذهب بنا في رحلة، يقول فيها علاء السيد جزءً مما تحمله حلب في صندوق عجائبها.