فلاش

“القبعات البيضاء”.. ارتباطات بالجيش البريطاني وعلاقات أخوة بـ “داعش” و”النصرة”

تعد منظمة “القبعات البيضاء” من أشهر المجموعات المدنية في حلب حيث أنها تعمل في العلن كمنظمة دفاع مدني وإنقاذ بكادر 88 عنصراً, بحسب احصائيات صحفية.

وتحسب المنظمة على “المعارضة” وتصنف نفسها على موقع “فيسبوك” كـ”منظمة أهلية غير هادفة للربح تعمل عن طريق المتطوعين وبدأ عملها في 2011″.

وظهرت العديد من التقارير الإعلامية التي شككت بعمل وبنية المنظمة الحقيقية، وخصوصا بعد انتشار أشهر فيديو يعتبر لها وهو فيديو “انقاذ الطفل عمران” التي اتهمت فيه النظام السوري بتنفيذه مجزرة في حلي الشرقية، الأمر الذي شككت فيه العديد من وسائل الاعلام العالمية والمحلية من حيث صحة المعلومات ومصداقية المنظمة.

كما شددت وسائل إعلام روسية وصينية على شكها في كون الفيديو حقيقي، مستندين إلى دلائل أن “وجه الطفل في السيارة لا يبدو عليه الألم ما يعني إنه ربما تعرض لإلقاء التراب والدم على وجهه حتى يبدو وكأنه مصاباً”.

وتساءل التلفزيون الصيني عن صحة الفيديو الذي ارفقه بكتابة “فيديو يثير الشكوك بأنه مزور”، موضحاً أنه جزء من “حرب دعائية لخلق ذرائع انسانية تدفع الدول الغربية للتدخل في سوريا، وأضاف “بدلا أن يسارع المنقذون لإنقاذه أعدوا الكاميرا بسرعة لتصويره” .

وما جعل الأمر ملفت للأنظار هو دفاع الولايات المتحدة عن المنظمة في وجه التشكيك الروسي الصيني من خلال حرب تصريحات حول عمل المنظمة، وخصوصاً بعد استهداف قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة، والتي بسببها جمدت الأمم المتحدة عملياتها في سوريا، لتنتشر تصريحات روسية تلقي باللوم على منظمة “القبعات البيضاء”.

واعتبر تلفزيون الصين أن هناك تساؤلات حول استقلالية مجموعة “القبعات البيضاء”، مشيراً إلى “وجود ارتباط لها بالجيش البريطاني” وتعاون مع تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” والمجموعات التابعة لهما في سوريا.

وحول ذلك صرحت الصحفية الكندية إيفا بارتليت في مؤتمر صحفي عقد في قاعة مخصصة للصحفيين بمقر الأمم المتحدة أن “منظمة “القبعات البيضاء” التي تأسست عام 2013 هي من عمل يد ضابط بريطاني سابق تم تمويلها بما يصل إلى 100 مليون دولار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأوروبا ودول أخرى”.

وأضافت هذه المنظمة “تدعي أنها تساعد المدنيين في أحياء حلب الشرقية وإدلب وأن عناصرها محايدون، لكنهم شوهدوا وهم يحملون مسدسات”.

وتابعت “مقاطع الفيديو لديهم تحتوي في الواقع على أطفال تم استخدام صورهم في تقارير مختلفة لذلك يمكنك أن تجد فتاة اسمها آية مثلاً تظهر في شهر آب ثم تعود للظهور مرة أخرى في مكان آخر الشهر الذي يليه”.

وشددت بارتليت على أن “أصحاب “القبعات البيضاء” والمرصد السوري لحقوق الإنسان لا يملكون المصداقية إضافة إلى أن الناشطين الذين لا أسماء لديهم ليسوا موثوقين أيضاً لذلك فإن مصادر المعلومات على الأرض غير دقيقة”.

الدلائل والتساؤلات التي طرحت العديد من إشارات الاستفهام حول عمل المنظمة من قبل وزارة الدفاع الروسية كانت أن “المنظمة غالباً ما تكون جاهزة في أي موقف بمعدات التصوير والأشخاص في المكان، الأمر الذي يدل أن المنظمة ربما تكون على علم بحقيقة ما سيحدث وما حدث لقافلة الأمم المتحدة”.

وأضافت الوزارة أن “منظمة “القبعات البيضاء” على صلة بـ”جبهة النصرة” التي تسيطر على منطقة عمل المنظمة، وربما تعرف كيف تم حرق قافلة الأمم المتحدة”، مشيرا أن “الفيديو الذي تم تصويره يشير إلى عدم وجود أثار لقذائف أو حفر على الأرض من التي تنتج عن القصف الجوي، مما يعني أن القافلة هوجمت من الأرض وهي تسير بمناطق تسيطر عليها المعارضة”.

ومن خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة حلب وبسط الجيش العربي السوري سيطرته على الجزء الشرقي منها، لوحظ أن عمل منظمة “القبعات البيضاء” كان واضحا بنشر كم هائل من الفيديوهات التي تتهم فيه النظام بمجازر، أكثر من قيامها بعمليات الانقاذ لتلك المجازر التي تدعي حدوثها وتتهم النظام بها حتى أثناء وجود هدنة معلنة بوساطات دولية لاخراج المسلحين من مناطق حلب.

وحول ذلك صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن “موسكو طلبت من الأمم المتحدة رسمياً التحقيق في الأنشطة المشبوهة لمنظمة “القبعات البيضاء”.

وبين أن “الحديث يدور عن أشرطة مصورة ظهرت مؤخراً تثبت أن نشطاء “القبعات البيضاء” كانوا يلفقون “الفظائع” التي قدموها للعالم كحقائق عن الوضع في أحياء حلب الشرقية، التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، قبل تنفيذ صفقة خروج المسلحين من المدينة في أواخر العام الماضي”.

وتابع قائلا “إننا قدمنا طلبا رسميا لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، بشأن أكاذيب “القبعات البيضاء” وبشأن المزاعم حول نقص الأدوية في حلب الشرقية، علماً بأنه تم استخدام هذين الموضوعين لشيطنة بشار الأسد ولشيطنة أولئك الذين يساعدون بشار الأسد في محاربة الإرهاب”.

واستغرب لافروف من “الهستيريا” التي أطلقتها الدول الغربية في مجلس الأمن لدولي، مطالبة روسيا بحمل الحكومة السورية على السماح بدخول قوافل تحمل أدوية ومواد طبية إلى حلب الشرقية لافتا بأنه بعد تحرير حلب الشرقية تم العثور على كميات كبيرة من الأدوية في مخازن بتلك الأحياء، إذ “لم تكن حلب الغربية حتى تحلم في الحصول على مثل هذه الكميات من الأدوية”.

وفي السياق نفسه، نشرت الصحفية البريطانية المستقلة فانيسا بيلي تقريرا تتحدث فيه عن شكوكها في عمل المنظمة، قائلتً أنه “من الغريب أن أفراد القبعات البيضاء يوجدون دوماً في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين من تنظيمات مثل “داعش” أو “جبهة النصرة” أو الجماعات التابعة لها وتؤكد تسجيلات فيديو وصور كثيرة تلتقط في هذه المناطق أن هذه المنظمة تتعاون مع هؤلاء الإرهابيين وتقدم الخدمات الطبية لهم وتشارك في عمليات القتل والإعدامات الجماعية للمدنيين والجنود السوريين”.

وأوضحت بيلي أنه “لا يمكن اعتبار هذه المنظمة مستقلة لأنها تمثل مصالح الدول الغربية التي تدعم جماعات “المعارضة” في سوريا، ومن المعروف أن القبعات البيضاء تحصل على تمويل من عدد كبير من الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمانيا”.

كما أشارت الصحفية البريطانية إلى أن قادة “القبعات البيضاء” يتمسكون بموقف يدعو إلى إسقاط الحكومة السورية وبالمقابل لم تسمح الحكومة الأمريكية لعدد من نشطاء هذه المنظمة بدخول أراضي الولايات المتحدة بمن فيهم رئيسها رياض صالح بسبب اتصالاته مع الإرهابيين حسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى