ثالث أقدم المساجد الأثرية الأيوبية في اللاذقية..الجامع المنصوري الظاهري الكبير
يعدُّ الجامع المنصوري الكبير واحداً من أقدم المساجد الأثرية الأيوبية في اللاذقية.
ويقع هذا الجامع والمدرسة الملحقة به،في محلة الصباغين المعروفة بسوق الداية.
وبحسب رئيس الدائرة الفنية هيثم مصري ورئيسة قسم الآثار الوقفية بشرى الريس في مديرية الأوقاف باللاذقية فيما زودوا به تلفزيون الخبر:لهذا الجامع باب وحيد من جهة القبلة على يمين الباب ويساره يوجد مصطبتان حجريتان طويلتان وتعلوه قنطرة، وعلى عتبته لوحة رخامية مربعة كتب عليها:
“أنشأ هذا الجامع، العامر بذكر الله الراجي عفو ربه وغفرانه أحمد بن أرسلان الناصري الظاهري لسلطنة جده باللاذقية المحروسة حسنةً لله تعالى والثواب في شهور ربيع سنة سبع وستمائة”،وهذا يعني ما يقابل شهور آب وأيلول و تشرين الأوّل1210م.
وبُني زمن سلطنة الظاهر غازي بن صلاح الدين، فعُرف بـ الظاهري، وتسميته الكبير تعكس وضعه يوم بُني، ومن ثمّ في العهد المملوكي و تحديداً زمن السلطان قلاوون عُرف بـ المنصوري نسبةً إليه.
و يتألف الجامع من صحن : هو عبارة عن ساحة سماوية مستطيلة الشكل مكشوفة مبلطة بحجر رملي منحوت في وسطها بئر ماء، تحيط بالبئر خرزة وهي على شكل تاج عمود رخام وفي الطرف الشمالي للصحن بئر آخر.
وفي الواجهة الشرقية لصحن الجامع رواقٌ يقوم على قناطر حجرية، وأما الواجهة الجنوبية من الصحن فيها ثلاثة أبواب يعلو كل منها قنطرة، وإلى يمين كل منها نافذتان، وفي الوسط تجويف المحراب.
وبالنسبة لحرم الجامع: هوعبارة عن مستطيل طويل يقوم على قناطر متتابعة، وتعلوه خمس قباب على نسق واحدٍ، وكأنها ترمز إلى أركان الإسلام الخمس.
وأما القبة المركزية في الوسط ترتكز على مقرنصات أيوبية جانبية مميزة والجدار القبلي للحرم فيه أربع نوافذ كبيرة، اثنتان إلى يمين تجويف المحراب، واثنتان إلى يساره، وفوق كل نافذة منها نافذة صغيرة، بحيث يصبح مجموع عدد النوافذ ثمانية،وكأنها ترمز إلى عدد أبواب الجنة.
وأما القسم الجنوبي من الحرم ، فقد كان مقصورةً للأمراء، وفيه مكتبة جدارية، إضافة إلى أنه يوجد في هذا القسم غرفة صغيرة للمؤذن،وفي وسط الواجهة القبلية من الخارج بروز بشكل مستطيل مقلوب يقابل تجويف المحراب
وتتابع الريس عن المئذنة: بني الجامع دون مئذنةٍ، ومن ثم أمر الملك (الظاهر غازي بن صلاح الدين) بعمارة المئذنة في السنة نفسها التي بني فيها الجامع
وتقع المئذنة في الجهة الغربية من الجامع، يصعد إليها بسلم حلزوني حجري وهي أيوبية الطراز، على جدارها من الجهة الجنوبية مزولة شمسية لتحديد أوقات الأذان.
و تضيف الريس:يلتصق بالجامع من جهته الغربية مدرسة تعتبر جزءاً منه، تشمل هذه المدرسة على غرف تقع على يسار المدخل الرئيس للجامع ،وكذلك غرفة التي تقع في مواجهة المدخل مباشرةً
ولهذه الغرفة بابان أحدهما يقابل مدخل الجامع الرئيس، والثاني شرقي مفتوح على صحن الجامع تعلوه قنطرة قوطية الطراز
وتشترك المدرسة مع الجامع بالمدخل الرئيس، وبنيت هذه المدرسة في الثاني عشر من شهر شعبان سنة 825هـ -1422م في زمن نيابة الأمير إينال النوروزي الطرابلسي، ولذلك دعيت المدرسة الإينالية.
على الواجهة القبلية للمدرسة من الخارج مزولة شمسية حجرية دائرية لمعرفة أوقات الصلوات النهارية، وفي هذه الواجهة العديد من اللوحات المحفورة على الجدار،التي كانت تنص على مراسيم سلطانية مملوكية، وأغلبها تشوه تشوهاً كبيراً، مما يحول دون قراءته.
ويشار إلى أنه في عام 1285هـ -1868م،افتتح متصرّف طرابلس محمد خورشيد باشا المدرسة الرشديّة في هذا المكان، وكلّف الشيخ عبد الفتاح المحمودي بوضع قانون لهذا المكتب فكانت أول مدرسة افتتحت في اللاذقية في الجامع الكبير، وكان الشيخ المحمودي أول من دخلها وبلغ عدد تلامذتها آنذاك 150-تلميذاً.
وبات يعرف حاليا هذا الجامع الأثري باسم جامع الكبير أو جامع الثانوية الشرعية باللاذقية.
زياد علي سعيد_تلفزيون الخبر_اللاذقية.