موجوعين

حكاية زينب الحلبية “ إذا عاد زوجي المسلح إلى حضن الوطن سيأخذ ابنتي من حضني “


ربما يتسع حضن الوطن، إذا فتح ذراعيه، ليضم الكثير من القتلة، والمحرضين، وتجار الدم ، وبما أننا محكومون بالوطن، يجب أن نقتنع أنه الحل الأخير، ووحدها الأم لا تنطبق عليها هذه الـ “ يجب “، أم الشهيد، و “ أم نتالي “، زينب .

من بين جميع النازحين الحلبيين الذين التقاهم تلفزيون الخبر في مخيم الكرنك في طرطوس، وحدها زينب عبرت عن رفضها العودة لمدينتها، بخلاف البقية، فمن المحتمل أن كابوساً ينتظرها هناك .

تقول زينب لتلفزيون الخبر أنها لا تفكر مطلقا بالعودة لحلب بل تفكر فقط بالاستقرار والبقاء في طرطوس قائلة “ما بدي أرجع لحلب هون مرتاحة أكتر، ما بدي ارجع وياخدوا بنتي مني، بدي بنتي تدرس وتكفي علم”.

وأضافت ابنة الـ 21 سنة “زوجي انضم للمسلحين من أول يوم قبل شي 5 سنين، كان عمر بنتي نتالي وقتا تلات تيام، هربت فيها من حلب لطرطوس، وضلينا هون، وما بفكر ارجع خلص”.

وأوضحت زينب أن تزوجت في عمر الـ 15 سنة زواجا عرفيا عند أحد المشايخ، وأنها طوال سنوات النزوح لا تعترف الدولة بابنتها، مبينة أن إحدى المحاميات تعمل حاليا على أوراق طلاقها وتسجيل ابنتها واخراج دفتر عائلة بشكل نظامي.

وقالت ابنة منطقة كرم الطراب أنها لا تعرف عن زوجها المسلح شيئا منذ ما يقارب الأربع سنوات، أن أخر ما سمعت به أنه مازال يقاتل مع التنظيمات المتشددة في حلب، مضيفة أنها تخشى أن يقوم بتسوية وضعه ويعود إلى حضن الوطن، ويسرق ابنتها من حضنها .

وبينت أم نتالي، التي نزحت من كرم الطراب باتجاه منطقة النيرب قبل توجهها لمخيم الكرنك في طرطوس، أنها أمية لا تعرف القراءة والكتابة، قائلة “بدي عوض فبنتي، بس أخدنا دفتر عيلة وتسجلت ع اسمي رح دخلا بالمدرسة هون وخليها تكمل علم، لأني صارت بعمر المدرسة هلق”.

وفي رد زينب على سؤال حول ماذا ستفعل إن قاموا بتفكيك المخيم مثلا، أجابت “بطلع بستأجر برا المخيم، بدور ع شغل تاني، بس ع حلب مارح ارجع “

أم نتالي، مثل كثير من الأمهات، سيكلمهن حضن الوطن من جديد ، هذا الحضن الذي سيجمع السوريين غدا أو بعد غد، والذي إن فرضه منطق الأمور، فإن الكثير من السوريين لا يزال بحاجة إلى وقت طويل كي يتقبله، إن تقبله.

علاء خطيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى