ملف المخطوفين والمفقودين … “ مكانك راوح “
بعد 5 سنوات من الحرب المستمرة، لايزال ملف المخطوفين والمفقودين في سوريا، ملفاً شائكاً، يتم تناقله بكثرة على مواقع التواصل الإجتماعي، و بين الأهل والأصدقاء، كلما نقلت وسائل الإعلام أخبار المصالحات والتسويات في مختلف المناطق.
العائلات المنتظرة بصيص أمل قد يتسرب من خبرٍ هنا أو هناك، يثلج قلوبها عن مصير أبنائها المخطوفين، وعدم التيقن مما إذا كانوا أحياء أو أمواتاً، لم يكن لديها ما يساعدها سوى “ الأمل “ من خلال متابعة الصفحات الالكترونية بعناوين مختلفة “مفقودين وشهداء مجهولي الهوية في دمشق وريفها”، “صفحة مخطوفي ومفقودي ريف اللاذقية” وغيرها.
و تنشر هذه الصفحات صوراً لمفقودين وقتلى مجهولي الاسم بهدف التعرف اليهم أو تلمس الأخبار عن مصيرهم، على أمل وجود بعض الأحياء منهم ومعرفة أماكنهم والجهات المسؤولة عن خطفهم.
و بقيت المعلومات عن ملف المخطوفين المدنيين في ريف اللاذقية، وقسم كبير منهم من النساء والأطفال، شبه معدومة، و تتردد شائعات عن نقلهم الى داخل الأراضي التركية، فيما لا يستبعد كثيرون تصفية المخطوفين.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه عائلات المخطوفين خبراً عن أبنائها، بقي دور وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية غائباً عن هذه الملفات، وخجولاً أو فخرياً كما يراه الشارع السوري،واقتصرت التصريحات على ضرورة العمل على إعادة المخطوفين إلى ذويهم، في حين شهد العام 2016 مصالحات عديدة وتسويات أبرزها الإعلام وتناقلتها وسائله بكثير من الأهمية.
واقتصر دور الحكومة على إرسال محافظة اللاذقية لجاناً عدة إلى مواقع المجازر، ودراسة الحالات، وإحصاء المفقودين، كما يقول الشاب أحمد لتلفزيون الخبر “أنهم يبرعون بتعداد الأسماء، وتحويل الأشخاص المفقودين إلى أرقام، وتصنيفهم هل هم ذكور أم إناث، إنما العمل على عودتهم فهم لا يجيدونها بتاتاً”.
و اعتبر العام 2016 عام المصالحات المحلية حيث تحقق فيه الانجاز الأكبر للمصالحات وانتشارها في أغلب مناطق سوريا، من الحدود الجنوبية في أرياف درعا والقنيطرة ودمشق وبالعمق إلى حمص وحماة وأريافهما.
بينما يجد الشارع السوري أن وزارة المصالحة الوطنية لم تكن جزءاً من المصالحات، واقتصر دورها على تسوية أوضاع من يرغبون بالقاء السلاح والعودة إلى “ حضن الوطن “ .
و بقي ملف المخطوفين والمفقودين مراوحاً في مكانه، في انتظار أن يرد خبراً على الانترنت ، صورة ، تحت عنوان “مفقود”، تضم معلومات حول اسم الشخص و تاريخ ميلاده ووصفاً للملابس التي كان يرتديها في آخر مرة شوهد فيها قبل اختفائه، في حال عثر عليه أحدهم بالصدفة.
سها كامل – تلفزيون الخبر