جبرائيل سعادة 1922-1997م
أديب وباحث موسيقي ومؤرخ
ولد جبرائيل سعادة في مدينة اللاذقية عام 1922 و درس الحقوق في كلية الحقوق الفرنسية في بيروت عام 1944.
شارك في تأسيس المعالم الثقافية الاولى في سوريا ومدينة اللاذقية كالنادي الموسيقي في اللاذقية والثانوية الوطنية الأرثوذكسية. في عام 1961 أصبح رئيساً لخريجي المعاهد العالية وعمل رئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة اللاذقية.
وقدّم سعادة في إذاعة دمشق عدداً كبيراً من الأحاديث في برنامج باسم “مع الموسيقا العربية”
وكان قنصلا فخريا لدولة اليونان في اللاذقية منذ عام 1956 وحتى وفاته.
وكان منزل الراحل في وسط مدينة اللاذقية ملتقى للأدباء والطلاب وكان مفتوحاً امام الجميع خاصة للباحثين والدارسين الذين يأتون إليه ليستفيدوا من علمه ومن مكتبته الضخمة.
وضمت مكتبته ستة عشر ألف مجلداً في جميع فنون الثقافة والأدب والعلوم, و العديد من المجلات الأدبية والتاريخية والجغرافية والآثارية والجيولوجية والفيزيائية واللغوية والعلمية.
وآلت المكتبة إلى جامعة تشرين حسب وصية الراحل كما أن كتبه الدينية آلت إلى مطرانية الروم الأرثوذكس في اللاذقية.
ومن نوادر ما يروى عنه : في صيف 1966 هتف السفير اليوناني بدمشق إلى قنصله الفخري باللاذقية جبرائيل سعادة طالباً منه أن يكون في شرف استقبال أحد الأمراء اليونان الذي يزور اللاذقية في ذلك الحين.
فذهب سعادة إلى الفندق للترحيب بسمو الأمير فوجده برفقة زوجته وشخصين أخرين فحياه وقال له: أنا قنصل اليونان باللاذقية وقد كلفوني أن أضع بتصرفك كل ما تحتاج إليه من خدمات, فنظر إليه الأمير وكان لا يزال ممداً على كرسيه وقال له: شكراً انا لا أريد شيئاً.
ولما استدار القنصل وهم بالذهاب حانقاً من الاستقبال الفاتر الذي لقيه من الأمير, ناداه الأمير قائلاً له عفواً سعادة القنصل، أريد أن ألتقي بالمدعو جبرائيل سعادة حيث قرأت له وسمعت عنه الكثير وأريد ان أتعرف عليه، وأجابه سعادة: أنا هو جبرائيل سعادة الذي تريد أن تتعرف عليه.
عندها وقف الأمير اليوناني لجبرائيل سعادة في الوقت الذي لم يقف له فيه وهو قنصل بلاده.