فواز الساجر .. السوري رائد الحداثة في المسرح (1948–1988)
مخرج ومسرحي راحل من مواليد إحدى قرى منبج، حصل على شهادة ماجستير من معهد غيتس الروسي للفنون المسرحية.
ساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية وعمل مدرساً فيه، كما أسس المسرح الجامعي في حلب، وأسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي.
له العدد من المسرحيات منها: مسرحية “رحلة حنظله من الغفلة إلى اليقظة”، ومسرحية تجريبية بعنوان “يوميات مجنون” لجوجول و نكون او لا نكون ” و” سهرة مع ابي الخليل القباني ” لسعد الله ونوس و” سكان الكهف”.
عرف المخرج المسرحي السوري فواز الساجر منذ أن كان طالبا في معهد الفن المسرحي بموسكو (غيتيس) بميله الى الهدوء والاصغاء الى الاخرين والاستغراق في التأملات.
وكان دائما في اثناء اللقاءات مع الزملاء واهل الثقافة بموسكو يعيش في عالمه الخاص.
وكان الساجر يشير الى ضيق المجال الابداعي بسبب الاوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية عموما التي تجعل الفنان المبدع أسير قيود من التقاليد والقواعد والاحكام والرقابة، وذلك في سياق نقاشه لقضايا النهضة الثقافية في سوريا.
وبحسب وثائقي عنه لإحدى القنوات الروسية فقد كتب قبيل وفاته في 16 أيار عام 1988 على قصاصة ورق وجدت في جيبه: ” تفكيرنا ضيق، مصيرنا ضيق، موتنا ضيق، قبرنا ضيق، افتحوا الابواب والنوافذ، سيقتلنا الضيق، افتحوا الكون، الضيق، الضيق، الضيق”.
درس فواز في معهد “غيتيس” (تخرج منه في عام 1972 ثم جاء اليه ثانية لنيل شهادة الدكتوراة في عام 1982 ) تحت اشراف يوري زافادسكي احد الممثلين والمخرجين المسرحيين البارزين الروس المدير الفني لمسرح موسوفيت بموسكو.
وتتلمذ الساجر ليتميز اسلوبه في الاخراج والتمثيل بالسعي الى التعبير عن الخصوصية المتميزة للأسلوب والشكل المسرحي والربط بين الاتجاهين الكلاسيكي والحديث والاهتمام بالجانب السيكولوجي للشخصية وعنصر السخرية المرهفة في عكس الواقع.
و اخذ فواز الساجر عن اساتذته التوجه نحو المسرح الواقعي والبطولي، والعناية بتربية الممثل، واحتلت هذه المسألة حيزا كبيرا في عمل فواز مع الممثلين ومع طلابه في سوريا.
وأسس لهذا الغرض مسرحه التجريبي بالاشتراك مع سعد الله ونوس، و ربى عدة اجيال من المسرحيين السوريين في فترة حياته القصيرة، حيث وافته المنية بعد بلوغه سن اربعين عاما اركا خلفة إرثا مسرحيا خالداً.