فلاش

منابر الاموي بحلب من “الملك العادل” الى “حجي مارع”

تعد المنابر المتعاقبة للجامع الأموي بحلب من أجمل المنابر في العالم الإسلامي فصنع المنبر الأشهر بعصر الملك العادل “نور الدين الزنكي” وكان توأم المنبر الذي أرسل من حلب لبيت المقدس بعد تحريرها من الصليبيين وكان مصنوعا من الخشب المرصع بالصدف والعاج وخيوط الفضة.

ويصف بن جبير الأندلسي في رحلته لحلب منبر “نور الدين الزنكي” في العام سنة 1184 م و الموجود في زمنه:
«كان مكتوباً في الجهة الشرقية عن يسار المنبر في أطرافه الأربع بعد البسملة:

” أمر بعمله العبد الفقير إلى رحمته الشاكر لنعمته المجاهد في سبيله المرابط لإعلاء دينه العادل نور الدين ركن الإسلام والمسلمين منصف المظلومين من الظالمين أبو القاسم محمود بن زنكي بن أيوب ناصر أمير المؤمنين عز الله أنصاره وأدام اقتداره وأعلى مناره في الخافقين ألويته وأعلامه وأعز أولياء دولته وأذل كفار نعمته وفتح له وعلى يديه وأقر بالنصر والزلفا عيناه برحمتك يا رب العالمين وذلك في شهور أربعة وستين وخمسمئة” اي 564 هـ , 1168 م.

وخطط نور الدين الزنكي ليكون ذالك المنبر هو أول منبر يضعه في المسجد الأقصى حين تحريره ولكن احتراق منبر الأموي حينها دفع الزنكي لوضعه بحلب وأمر بصنع المنبر التوأم من قبل نجار من منطقة اخترين في حلب , قبل أن يحرر “صلاح الدين الأيوبي” الأقصى من الصليبيين ويجلبه من حلب .

و احترق منبر الزنكي حينما دخل “حلب” صاحب “سيس” /عاصمة أرمينية الصغرى/ إلى الجامع وأحرق الجانب القبلي منه وذلك في العام 1285 م ثم قام قام السلطان المملوكي المنصور قلاوون في العام 1326 باستبدال المنبر المحترق .

وكتب على تاج باب المنبر المملوكي : “عمل في أيام مولانا السلطان الملك الناصر أبي الفتح محمد عز نصره، وتحت ذلك: عمل العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن علي الموصلي، وعلى مصراعي الباب: بتولي العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن عثمان الحداد، وكُتب وراء المنبر في أعلى الجدار: أمر بعمله المقر العالي الأمير الشمسي قراسنقر الجوكندار الملكي المنصوري عز نصره”.

وكان مكتوباً على المصراع الأيمن من الباب: عمله سليمان معالي رحمه الله، وعلى المصراع الأيسر: عمله حميد بن ظافر رحمه الله، وعلى الجهة الغربية اليمنى في أطرافه الأربع بعد البسملة “في بيوت أذن الله…” إلخ الآية، وفي الجهة اليسرى أي الملاصقة للمحراب في الأطراف الأربع أيضاً بعد البسملة “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله…” إلخ الآية.

و كان المنبر مزين بالحشوات الخشبية من خشب الصنوبر والجوز والأبنوس ومرصع بالعاج والصدف وخيوط الفضة، و تم عزله عن الرطوبة وحمايته من السوس والحشرات بموادّ خاصة وتم تعويض بعض الأجزاء المفقودة واعيد تم ترميمه في احتفالية “حلب” عاصمة الثقافة الإسلامية في 17 آذار 2006 م ولكنه ومنذ عصر المماليك لم يكن مثل المنبر القديم الذي صنعه “نور الدين الزنكي” حسب ما تناقله المؤرخون.

ويقول بعض علماء الآثار الحلبيين أن المنبر هو بارتفاع 3.57 م وعرضه 1.08 م، يصعد إليه الخطيب بـعشر درجات ويتألف من أربعة أجزاء هي: المدخل، المجنبتان، مجلس الخطيب، المعبر.

يذكر ان منبر “نور الدين الزنكي” الذي حُمل إلى “القدس” لم يزل باقياً فيها إلى أن احترق حين دخول الصهاينة لبيت المقدس في العام 1969 م.

و عن منبر حلب الأخير أظهر شريط فيديو تم تسجيله في تاريخ 12-5-2013 قيام مسلحي “لواء التوحيد” بقيادة “حجي مارع” بفك المنبر الذي كان شاهدا وحاضرا على جميع حروب الأمة في آخر سبعة قرون ونقله إلى تركيا بعد قيامهم بتفجير مئذنة الجامع والتي بث بتسجيل فيديو أيضا.

فراس جليلاتي – تلفزيون الخبر – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى