ديرعطية.. أرضٌ بجمال قاطنيها
مدينةٌ سوريّةٌ وادعةٌ تقع بين جبال القلمون وسلسلة الجبال السورية وسلسلة جبال لبنان الشرقية، تبعد 88 كم إلى الشمال من العاصمة دمشق على الطريق المؤدي إلى مدينة حمص، حيث بلغ تعداد سكانها في احصائية عام 2004 قرابة (25000 )نسمة .
وتعود نهضة “ديرعطية” العمرانية إلى الحقبة الأيوبية بعد تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي، حيث استقرت فيها أسرة أيوبية على رأسها سيدة تدعى “صالحة خاتون”، وهي ابنة أحد كبار قادة صلاح الدين الأيوبي.
وقامت “خاتون” بترميم قناة النهر، وجر مياهه وتوزيعها بعمل هندسي رائع، ووضعت نظاماً اثني عشريـاً للسقايـة، وهو نادر المثال فـي دقته، ثم انتقلت إلى بناء مساكن للعناصر البشرية التي استقدمتها من أنحاء مختلفة.
وفي ستينات القرن العشرين أخذت المدينة طابعاً ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً جديداً، حيث أُنشئت فيها مدارسٌ معاصرة لمدارس لبنان لمختلف الإرساليات الأجنبية وكانت تعلم باللغة العربية واللغات الأجنبية الخاصة بكل منها.
وتشتهر “ديرعطية” على مستوى القطر العربي السوري بأنها تمتلك أعلى نسبة شهادات علمية بالنسبة لعدد السكان، وسافر منها الكثيرون نحو الأمريكيتين أوائل القرن العشرين, إلا أنّه لكلٍّ منهم منزله في المدينة يزوره كل صيف لينعم بجمال الطبيعة وعذوبة المكان.
وتتميز “ديرعطية” بمتحفها الذي يضم آثاراً من كل العصور التي مرت بها هذه المدينة، وهو شاهدٌ على ابداع الانسان السوري الذي سكنها عبر التاريخ، كما يوجد فيها مركزٌ ثقافيٌّ مهم يقيم العديد من النشاطات الفنية والأدبية ونشاطات أخرى متفرقة.
وتنتشر فيها كروم العنب وأشجار المشمش والكرز والتين وفواكه أخرى، واستحضر أهل هذه المدينة مشروب “المته” من أميركا الجنوبية لينتشر بعد ذلك في العديد من مناطق سوريا، بالاضافة الى نقل العديد من التجارب الناجحة في مجال الزراعة ليتم تطبيقها في مدينتهم.
وافتتحت في “ديرعطية” عام (2003) أول جامعة خاصة في سوريا هي جامعة “القلمون”, ما جعل منها منبراً علمياً مهماً في سوريا، وتحتوي المدينة على مرافق خدمية رفيعة المستوى كمشفى الباسل المجهز بأحدث الأجهزة، والمدينة الرياضية ودار المسنين .
وتشتهر “ديرعطية” بجمال عمرانها وتنسيق شوارعها ونظافتها, وطبيعتها الخلابة والعديد من المنتزهات الجبلية الطبيعية ما يجعلها بقعة سياحية متميزة، لا سيما أنّ أهلها يتّسمون بحسن الضيافة والتسامح.