موجوعين

16 شهيداً و64 جريحاً في حلب خلال 10 أيام من الاعتداءات على المدينة

بلغ عدد شهداء مدينة حلب نتيجة اعتداءات مسلحي “جبهة النصرة” المتواجدين في أجزاء من أطراف المدينة، التي عادت منذ 10 أيام، 16 شهيداً و64 جريحاً، من بينهم أطفال ونساء.

وشهدت مدينة حلب منذ تاريخ 14-7-2019 تصعيداً مفاجئاً من قبل المسلحين الذين تعمدوا استهداف أحياء المدينة بأوقات ازدحامها عبر القذائف الصاروخية، بمشهد أعاد للأذهان سنوات الحرب الطويلة التي لم تفارق فيها القذائف المتفجرة أهالي مدينة حلب ليلاً نهاراً.

وأولى الاعتداءات التي قام بها مسلحو “جبهة النصرة” منذ 10 أيام كانت لمبنى القصر البلدي بمركز المدينة، الذي استُهدف صباحاً، ليكون الاعتداء الأشد أول مساء اليوم ذاته، حيث سقطت عشرات القذائف على سوق جامع الرحمة بحي حلب الجديدة، مخلفا مجزرة راح ضحيتها 6 شهداء و22 جريحاً.

وتبع الاعتداء المذكور، آخر حصل في اليوم التالي، حيث تم استهداف أحياء المحافظة وجمعية الزهراء والسوق المحلي وحلب الجديدة.

والمجزرة الثانية التي ارتكبها مسلحو “النصرة” كانت عبر استهدافهم شارع صالة معاوية بالقرب من القصر البلدي، في أوقات ذروة الازدحامات، بالتزامن مع استهداف حي الحمدانية 3000 شقة.

وكانت آخر الاعتداءات ما حصل مساء يوم الأربعاء، حيث استهدف حي الحمدانية وحي سيف الدولة بالقذائف الصاروخية، ما أدى لاستشهاد 3 أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 17 آخرين.

وأمام تجدد الاعتداءات على المدينة المحررة منذ أكثر من سنتين، علت أصوات الأهالي المطالبة بالحسم العسكري وتحرير المناطق المتبقية تحت سيطرة المسلحين في أجزاء صغيرة على أطراف المدينة من الجهة الشمالية والشمالية الغربية.

ويتواجد مسلحو “جبهة النصرة” في حي الراشدين الواقع بأقصى الشمال الغربي من مدينة حلب (المصدر الأكبر للقذائف)، بالإضافة لتواجدهم محيط حي المالية وبجزء منه، ومحيط معامل البليرمون شمالاً.

وتعد تلك المناطق أجزاء من المدينة، إلا أنها ملاصقة لمنطقة الريف الشمالي القريب من المدينة بشكل عام، والواقع تحت سيطرة المسلحين المتشددين حتى الحدود التركية المفتوحة لإدخال الدعم والسلاح لهم.

وعاشت مدينة حلب خلال سنوات الحرب التي شهدتها مقسمة لجزأين، فالجهة الشرقية منها كانت تحت سيطرة المسلحين المتشددين، والجهة الغربية تحت سيطرة الدولة السورية.

ويفصل بين المنطقتين معبر بستان القصر، الذي سمي حينها “معبر الموت”، لخطورته وكثرة الشهداء المدنيين الذين سقطوا فيه أثناء عبورهم بين المنطقتين.

وبالنتيجة فإن القذائف الصاروخية خلال تلك السنوات كانت تسقط بشكل يومي على أحياء المدينة، حتى أنها وصلت في يوم واحد إلى أكثر من 90 قذيفة، إلى أن أصبحت أمراً معتاداً آلفها أهالي المدينة الذين لم تمنعهم تلك القذائف من إيقاف حياتهم وأعمالهم.

يذكر أنه بعد كل ليلة من ليالي قذائف المعتدين على مدينة حلب، كانت ساعات الصباح الأولى تقشع دخان تلك الحرب، لتلملم المدينة جراحها وتدفن شهداءها، وتعود أصوات الزمامير والبائعين ممزوجة بأصوات القذائف، وكأنها تسابق زحمة السعي للعيش والبحث عن الرزق، دون أن تتمكن يوماً من أن تسبقها أو توقفها.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى