وقفة احتجاجية لأهالي قطينة للمطالبة بإيقاف معمل الأسمدة.. والمسؤولون يعدون بتشكيل لجنة وزارية عاجلة
مازال أهالي بلدة قطينة بريف حمص الجنوبي يعيشون واقعاً صحيا وبيئيا مريراً و كابوساً من الغيوم المحملة بالغازات، والأبخرة الضارة, الناجمة من معامل الشركة العامة للأسمدة لتقضي على محاصيلهم الزراعية، وتسبب لهم أمراضا تنفسية عديدة تنتهي بمرض سرطان الطرق التنفسية, بحسب مصادر طبية.
ونفذ أهالي بلدة قطينة وقفة احتجاجية أمام الشركة العامة للأسمدة ظهر يوم الأحد 10\11\2019 مطالبين بإيقاف المعامل عن العمل، حتى تجرى لها الصيانة اللازمة، ووضع حدا لمعاناتهم .
وقال رئيس مجلس بلدية قطينة ثائر جروس لتلفزيون الحبر إن “محافظ حمص طلال البرازي زار البلدة صباح يوم الأحد, و التقى الفعاليات الأهلية لوضعهم في صورة ما يتم من حلول, لمعالجة مشكلة انبعاث الغازات الضارة من معامل شركة الأسمدة “.
و أضاف جروس أن “محافظ حمص قال خلال اللقاء إنه تتم متابعة الموضوع مع رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس, و مع وزير الصناعة المهندس محمد معن جذبة, و سيكون هناك إجراءات لوقف الانبعاثات الغازية, و تحسين الواقع البيئي من خلال المتابعة الفنية لواقع تشغيل معمل الشركة العامة للأسمدة”.
و تابع جروس أنه “سيتم تشكيل لجنة وزراية بأقصى سرعة, و تم تكليف أمين عام مجلس الوزراء للمتابعة السريعة و خلال فترة قصيرة سيعقد اجتماع مع الشركة الروسية المستثمرة لبحث الإجراءات الكفيلة بوقف انبعاث الغازات”.
وحول أضرار معمل الأسمدة قال رئيس مركز العيادات الشاملة في بلدة قطينة الدكتور نبيل وهبه لتلفزيون الخبر إن “البلدة تتأثر بغيمة ضبابية محملة بالغازات والأبخرة الضارة المنبعثة من معامل الشركة العامة للأسمدة الملاصقة للبلدة, وذلك بحسب اتجاه الرياح و شدتها (خاصة الشمالية) والطاقة الإنتاجية للمعامل والتي غالبا تكون بالطاقة القصوى”.
و أضاف وهبه أنه “يوم الخميس الماضي كانت الغيمة فوق تجمع المدارس ما تسبب بحالات تشنج قصبي حاد مع ميل للإقياء و الإغماء, ما اضطر أهل البلدة لإعادة أبنائهم إلى منازلهم”.
موضحاً أنها ” ليس المرة الأولى التي يصاب فيها السكان بهذه الحالة, حيث يضطرون إلى لبس الكمامات و إغلاق أبواب و نوافذ المنازل بشكل محكم, حتى لا يتعرضوا بشكل مباشر للغازات” و اصفا ذلك “بما يشبه حظرا للتجوال في البلدة”.
و بين وهبه أن “التلوث خلال العقود الماضية كان موجودا, و لكن منذ تسلم الشركة الروسية المستثمرة للشركة العامة للأسمدة أصبح التلوث بأضعاف ذلك بكثير, حيث يتعرض أهالي البلدة لمشاكل تنفسية بدرجات متفاوتة تبعا للوضع الصحي لكل فرد”.
و أشار وهبه إلى أنه “خلال الشهر الماضي كان يصدر من المعمل غازات حمض الكبريت, و هي مخرشة للجهاز التنفسي بشكل شديد, و حاليا يخرج من المعمل غازات الأمونيا يوريا و النشادر “.
و أكد الدكتور نبيل وهبه لتلفزيون الخبر أن “استمرار تعرض الناس لهذه الغازات لفترة طويلة, سيؤدي إلى قصور تنفسي مزمن بكل أمراضه, مثل (التهاب قصبات مزمن و تليف رئة و الربو المزمن ).
وتابع ” انتهاءً بمرض سرطان الطرق التنفسية, و أن كل أهل البلدة معرضين لذلك “مضيفا أن “مديرية صحة حمص تقدم كل ما بوسعها من مستلزمات طبية إسعافية لمساعدتهم”.
يذكر أن الشركة العامة للأسمدة أنشأت في عام 1972 و تضم ( معمل الامونيا يوريا و معمل الكالنترو ومعمل السماد السوبر فوسفاتي ) و بتاريخ 7\2\2019 صادق مجلس الشعب على العقد رقم 2 الموقع بين “المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية ” وشركة “إس تي جي” الروسية (إنجينيرينغ) لاستثمار معامل شركة الأسمدة الثلاثة.
و يبقى أهالي بلدة فطينة بانتظار حلول جذرية تنهي معاناة عمرها أكثر من40 سنة, بعيدا عن إيقاف إنتاج المعمل لفترة والذي ما يلبث أن يعود بإصدارت جديدة, من غيوم أكثر تلوثا.
وريثما يتم حل المعاناة يتضرع أهالي قطينة لله كل يوم بأن تغير الرياح اتجاهها, سائلين الله أن يهدي المعنيين بالمشكلة إلى حل ينهي معاناتهم.
تلفزيون الخبر – حمص