فلاش

مع عودة التيار الكهربائي لحلب .. أصحاب الأمبيرات “بكهربا وبدونها بدنا مصاري”

يعمد العديد من أصحاب مولدات الأمبيرات في مدينة حلب، لاستغلال الأهالي بشكل مختلف مع قدوم التيار الكهربائي الحكومي للمدينة بشكل جيد، عبر إجبارهم على دفع التكلفة الخاصة بالتشغيل عن أسبوع كامل مقدماً، ولساعات التشغيل الكاملة، متضمنة الساعات التي تكون فيها الكهرباء موجودة.

ووصل لتلفزيون الخبر عدة شكاوى من أحياء حلب الجديدة وجمعية الزهراء وحي الجلاء وشارع النيل والسبيل، تتحدث عن “عدم قيام أصحاب المولدات بخصم الساعات التي تكون فيها الكهرباء الحكومية موجودة”.

ويصل التيار الكهربائي إلى مدينة حلب بساعات تقنين 4 بـ 4، وذلك بعد أن تم حل مشكلة كهرباء حلب التي كانت مستمرة منذ عام 2013، عبر تجهيز خط توتر 230 خاص بالمدينة ووضعه في العمل مع أول أيام عيد الأضحى.

وأوضح أحد أهالي حي حلب الجديدة لتلفزيون الخبر أن “أصحاب مولدات الأمبيرات يطلبون دفع كلفة التشغيل كاملةً عن أسبوع مقدماً، مع الساعات التي تصل فيها الكهرباء الحكومية، واعدين أنه سيتم خصم ساعات قدوم الكهرباء وإعادة الأموال الزائدة مع نهاية الأسبوع، الأمر الذي يسبب الشكوك ويمكن أن يؤدي لخلافات كبيرة وأساليب التفاف”.

وتكررت نفس الشكوى من أهالي حي شارع النيل وحي السبيل حول “قيام صاحب المولدة بأخذ كلفة التشغيل مقدماً وعدم تعويض أو خصم ساعات قدوم الكهرباء”.

وبين أهالي حي شارع الجلاء، القاطنين في بنايات الأوقاف أيضاً أن “الوضع مشابه في حيهم، عبر تعمد صاحب المولدة عدم إطفاء الأمبيرات في أوقات قدوم التيار الكهربائي، وعدم تعويض أو خصم كلفة الأمبيرات في ساعات قدوم الكهرباء الحكومية”.

وأضاف أحد الأهالي أن “صاحب المولدة المدعو “المختار” قام بفصل بعض القواطع رداً على الشكاوى التي قدمت من أهالي الحي على ممارساته”، مع تهديده للأهالي بالقول: “يالي مو عاجبو لا يشترك عندي”.

وبدورهم أكد أهالي حي جمعية الزهراء، القاطنين في شارع جامع الشامي ومحيطه، “قيام صاحب مولدة الأمبيرات بأخذه كلفة التشغيل مقدماً وعدم خصم المبالغ عندما تكون الكهرباء الحكومية موجودة”.

وأضاف الأهالي أن “حجة صاحب المولدة أن هناك مناطق في الحي لا تصلها الكهرباء، علماً أن الأحياء التي تخدم بمولدته مجهزة جميعها بغرف خاصة بالقواطع لفصل كل حي عن الآخر”.

وتابع الأهالي “بالنتيجة فإن المناطق التي تأتي إليها الكهرباء الحكومية يمكن فصلها عن المولدة وإعادة ربطها، إلا أن صاحب المولدة يتعمد عدم القيام بذلك، ويعتبر أنه بإبقاء مولدته تعمل يجب على الجميع الدفع ولو حتلا بدون الاستفادة منها”.

وبحساب بسيط لساعات تشغيل مولدات الأمبيرات في حلب، فإن التيار الكهربائي يأتي في الأحياء بجدول تقنين 4 قطع مقابل 4 تشغيل، أي أن ساعات تشغيل الأمبيرات التي كانت حوالي 10 ساعات في اليوم انخفضت إلى حوالي 4 لـ 6 ساعات تشغيل، بحسب وقت تشغيل الكهرباء الحكومية بكل حي.

وكان أصحاب مولدات الأمبيرات يتفاضون على الأمبير الواحد مبلغ 1100 ليرة سورية أسبوعياً مقابل 10 ساعات تشغيل، أي 110 ليرة سورية على الساعة أسبوعياً، ومنه فإن التكلفة الحالية مع عودة الكهرباء الحكومية، يجب أن تتراوح بين 440 – 660 ليرة سورية اسبوعياً، الأمر الذي لا يلتزم به أصحاب الأمبيرات.

وظهرت مولدات الأمبيرات في حلب كحل أجبرت عليه المدينة أمام الوضع السيئ خلال سنوات الحرب الستة، واختفاء الكهرباء بشكل كامل عام 2013، مع توقف عمل المحطة الحرارية الواقعة في الريف الشرقي لحلب، والتي كانت تغذي كامل منطقة الشمال السوري.

ويجتمع أهالي مدينة حلب على أن الأمبيرات هو الحل الذي أجبروا عليه، إلا أنه ليس الحل الدائم، وخصوصاً مع استغلال أصحاب الأمبيرات للوضع عبر فرضهم أسعار مرتفعة، ليأتي إعلان عودة التيار الكهربائي أملاً لانهاء ظاهرة “الأمبيرات”.

وعودة التيار الكهربائي أدى لتفاؤل كبير بين أهالي مدينة حلب الذين انتظروا لسنوات طويلة انصافهم أسوةً بباقي المحافظات، متأميلن استمرار تحسن الوضع وعدم ظهور “مشاكل فجائية” تحرمهم مما انتظروه طيلة 5 سنوات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الأحياء الواقعة في الجهة الشرقية من مدينة حلب، والتي تم تحريرها بشكل كامل، تبقى في معاناتها بعدم وصول التيار الكهربائي إليها، بسبب عدم وجود المنظومة الكهربائية اللازمة لذلك، والتي سرقت بشكل كامل.

وعلم تلفزيون الخبر أن هناك خطة يتم وضعها في مجلس محافظة حلب من أجل تخديم تلك الأحياء بالتيار الكهربائي، إلا أن لا مصدر رسمي كشف عن تلك الخطة حتى الآن.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى